الجيش المصري ينصرشعبه
كتب محمد حسان
منذ الوهلة الأولى خلتُ نفسي ناقدا كبيرا لأحوال البلاد والعباد وينطبق عليَّ المثل القائل ” يا أرض اتهدي ما عليكي قدي ” فكل شيء انتقده والكل يحمسني لذلك ويثني علي ومنهم من يقول لي خلي بالك من نفسك ومن يقول لم الدور شوية ، واللي يقول انت عندك عيال، وأثناء جلوسي مع كاتب كبير يكتب عن اليهودية والصهيونية وله مؤلفات عديدة عنها ، وهو من المتابعين لمقالاتي فوجدته يتحداني قائلا أراك لا تكتب عن جيش مصر وسوف أرى كيف تنتقده . حاولت قبول التحدي مع نفسي لمدة كبيرة من الزمن أحاول أن أستنكر أو أشجب ما يحدث ولكن قلمي لم يطاوع يدي على النقد ، كيف أنتقد من هم دائما معنا في المحن لا يتركوننا مهما حدث ملازمون لنا دائما في الصغير والجلل , وجدت جيش بلادي في كل مكان في الانتصار حليفنا وفي الكساد والانهيار الاقتصادي الكبير على المصريين لم ينسانا ، وفي الكوارث التي حدثت مؤخرا في رأس غارب وفي الصعيد كان هو السند الوحيد لنا إنهم معنا في كل الظروف ، وإن أردنا أن نسمي الأشياء بأسمائها فالجيش المصري الوحيد الذي يجب أن يطلق عليه اسم مؤسسة فهو بالفعل المؤسسة العسكرية الوحيدة في مصر وإن شئت فقل في المنطقة العربية أجمع ، وعن بطولاته أتحدث ولا حرج فهو اقدم جيش نظامي في العالم على الاطلاق منذ عهد نارمر الذي وحد مصر عام 3200 ق.م ، بفضل الجيش المصري كانت اول امبراطورية مصرية تمتد من تركيا شمالا حتى الصومال جنوبا ، ومن العراق شرقا حتى ليبيا غربا وما زالت الخطط العسكرية المصرية تُدرس في جامعات وأكاديميات العالم . وكان منها أنبغ العقول العسكرية وهو (تحتمس الثالث) أول إمبراطور في التاريخ فهو الذي أنشأ الإمبراطورية المصرية ، وأحمس قاهر الهكسوس ، وقادت القوات المصرية دورا كبيرا في هزيمة المغول الذين دمروا الدولة الإسلامية العباسية بقيادة القائدالمخضرم قطز. والكثير والكثير من البطولات التي لا أستطيع حصرها وكان لابد أن أذكر قيام الجيس المصري بقيادة الرئيس المؤمن أنور السادات بمحو عار الهزيمة في 67 وتبديلها بنصر أكتوبر العظيم في 73. كذلك التفاف الجيش حول المصريين بعد ثورة 25 وماتعهد به لثوار وشباب شعب مصر ، وكانت التحية العسكرية التى قدمها لأرواح الشهداء اعترافا وتقديرا من المؤسسة العسكرية بمكانة وأهمية ما قدموه لصالح ومستقبل مصر وهو ما يؤكد أن الجيش والشعب يد واحدة معا نحو مستقبل واعد لهذه البلاد . وهاهو جيش مصر ينصر شعبه الذى انتفض عن بكرة ابيه فى 30 يونيو مطالبا باسقاط الرئيس السابق وحكم الاخوان الذى ثبت فشله سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لذلك انجاز الجيش المصري لصالح الشعب قلبا وقالبا . كذلك المشاركة في رفع المستوى الاقتصادي، وتأمين حدود الدولة المصرية مع دول الجوار، والتصدي لما يهدد الأمن القومي ، وتصنف قواتنا المسلحة والحمد لله على أنها الأقوى والأكبر عربيا وافريقيا ، ويكفينا فخرا قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( إذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا فيها جندا كثيفا فإنهم خير أجناد الأرض وهم فى رباط الى يوم الدين (. تحديتُ وحاولت أن انتقد فلم أجد قلمي يطاوعني على النقد ولكنه طاوعني على الثناء على جيش بلادى العظيم وأعترف أمام أستاذي الكاتب الكبير أنه كسب التحدي والآن عرفت أن بلدي مصر العظيمة فعلا فيها حاجة حلوة .