السبت الموافق 17 - مايو - 2025م

الجفاف في إيران: أزمة وطنية تتفاقم تحت ظل مشاريع النظام النووية  

الجفاف في إيران: أزمة وطنية تتفاقم تحت ظل مشاريع النظام النووية  

 

مقدمة

تعيش إيران اليوم واحدة من أخطر الكوارث البيئية في تاريخها، حيث تتعرض البلاد لموجة جفاف غير مسبوقة تهدد حياة الملايين وتهزّ ركائز الأمن الغذائي الوطني. في الوقت الذي يواجه فيه الفلاحون الإفلاس والعطش، يواصل النظام الإيراني هدر ثروات البلاد على مشاريع نووية سرية، ضارباً عرض الحائط بمعاناة الشعب ومستقبل الأجيال القادمة (استناداً إلى تقارير موثوقة).

الجفاف يدمّر الحقول ويُفرغ القرى

تراجعت معدلات الأمطار بشكل حاد في معظم المحافظات، ما أدى إلى جفاف الأنهار والبحيرات ونضوب الآبار. آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية تحولت إلى أراضٍ قاحلة، واضطر آلاف الفلاحين إلى هجر قراهم بعد أن فقدوا كل أمل في استمرار الزراعة. ارتفاع أسعار المياه والبذور والأسمدة وانقطاع الكهرباء زاد من معاناة المزارعين، بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني وأصبح الاستيراد هو الخيار الوحيد لتلبية احتياجات السوق.

انهيار منظومة الزراعة وتفاقم الفقر الريفي

القطاع الزراعي الإيراني يعاني من تفكك هيكلي وغياب سياسات دعم فعالة. شبكات السماسرة والمافيات تسيطر على تسعير المحاصيل، بينما يتجاهل النظام مطالب الفلاحين ولا يقدم أي تعويضات عن الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم بسبب الجفاف وانقطاع الكهرباء. البطالة والفقر في الأرياف في تصاعد مستمر، والهجرة الجماعية للشباب من القرى إلى المدن باتت ظاهرة مقلقة تهدد النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.

الأولويات المقلوبة: السلاح النووي قبل حياة الناس

في خضم هذه الكارثة الإنسانية، يصر النظام الإيراني على تخصيص مليارات الدولارات لمشاريع نووية وعسكرية سرية. العقوبات الدولية المفروضة نتيجة هذه السياسات أدت إلى تدهور الاقتصاد الوطني، وحرمت البلاد من الاستثمارات الأجنبية والتكنولوجيا الحديثة التي كان يمكن أن تساهم في تطوير الزراعة وحل أزمة المياه. بينما يعاني الشعب من الجوع والعطش، يواصل النظام سباقه الخطير نحو القنبلة الذرية، متجاهلاً أصوات الملايين المطالبين بالعيش الكريم.

منشأة “قوس قزح”: الفضيحة التي كشفت أولويات النظام

مؤخراً، كشفت المقاومة الإيرانية عن وجود منشأة نووية سرية ضخمة في محافظة سمنان تُعرف باسم “قوس قزح”. هذه المنشأة تعمل تحت غطاء شركة كيميائية وتستخدم في إنتاج مواد تدخل في صناعة الأسلحة النووية، في وقت يعيش فيه الشعب الإيراني أسوأ أزماته المعيشية والبيئية. هذا الكشف يبرهن أن النظام يضع بقاءه وسلاحه النووي فوق حياة المواطنين واحتياجاتهم الأساسية.

خاتمة

تؤكد جميع الوقائع أن النظام الإيراني لا يكترث لمعاناة شعبه من الجفاف والفقر، بل يواصل استنزاف ثروات البلاد في مشاريع نووية سرية تهدد أمن المنطقة والعالم. المعلومات الأخيرة حول منشأة “قوس قزح” التي حصلت عليها المقاومة الإيرانية من داخل إيران، تثبت أن النظام يضحي بمستقبل شعبه من أجل أوهام القوة والهيمنة، حتى لو كان الثمن خراب الأرض وجوع الملايين.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81714223
تصميم وتطوير