لقاء برلماني في فرنسا يؤكد دعم المقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي، ويندد بجرائم النظام القمعي، مع تأكيد على خطة العشر نقاط لإقامة ديمقراطية في إيران.
في مساء يوم الثلاثاء 27 مايو، كانت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، ضيفةً على نواب البرلمان الفرنسي ولجنة إيران الديمقراطية البرلمانية في مقر البرلمان الفرنسي.
استُقبلت الرئيسة المنتخبة للمقاومة عند وصولها إلى البرلمان من قِبل النواب الفرنسيين ورئيس ونواب رئيس اللجنة البرلمانية، وشاركت في مأدبة أقامتها اللجنة.
ألقت السيدة كريستيان آريغي، رئيسة لجنة إيران الديمقراطية البرلمانية، كلمة ترحيبية بالسيدة رجوي، وأشارت إلى دعم أغلبية أعضاء الكونغرس الأمريكي ومجلسي العموم واللوردات في بريطانيا لبرنامج السيدة رجوي المؤلف من عشر نقاط لمستقبل إيران. وأكدت أن نواب البرلمان الفرنسي، الذين دعموا المقاومة الإيرانية بالإجماع أربع مرات خلال السنوات الأخيرة، سيواصلون الوقوف إلى جانب هذه المقاومة ضد النظام القمعي والإرهابي للملالي، ومواصلة جهودهم لدعم نضال الشعب الإيراني العادل. وأضافت آريغي أن اللجنة البرلمانية لإيران الديمقراطية ترفض أي شكل من أشكال الديكتاتورية في إيران، سواء كانت عودة إلى الديكتاتورية الملكية أو استمرار النظام الديكتاتوري الحالي. وأكدت أن الشعب الإيراني يستحق نظامًا ديمقراطيًا كما هو مقترح في خطة السيدة رجوي العشرية.
من جهته، تحدث الدكتور أليخو فيدال كوادراس، نائب رئيس البرلمان الأوروبي السابق، عن المحاكمة الصورية لـ104 من قادة وأعضاء ومؤيدي المقاومة الإيرانية في طهران، قائلاً إن هذا يعني أننا جميعًا، وليس فقط أعضاء المقاومة، نقوم بعمل غير قانوني بنظر النظام الإيراني، الذي يشتكي منا ويطالب دول فرنسا وبريطانيا وألمانيا بحظر أنشطة المقاومة الإيرانية، وإلا فإنها ستُعاقَب. وأشار كوادراس، الذي تعرض قبل عامين لمحاولة اغتيال من قِبل مرتزقة أرسلهم النظام، إلى أن هناك استراتيجيتين للتعامل مع النظام: الأولى كانت الحوار مع النظام بناءً على افتراض وجود تيار معتدل داخله، وهي رؤية أثبتت فشلها بعد عقود، والثانية هي مواجهة جرائم النظام، بما في ذلك قمع النساء ودعم المليشيات والبرنامج النووي، والتي لا يمكن حلها إلا بتغيير النظام. وأكد أن فكرة أن سقوط النظام سيؤدي إلى الفوضى هي فكرة خاطئة، لأن هناك بديلاً موجودًا، وهو المجلس الوطني للمقاومة، الذي يمتلك خطة لنقل السلطة وإقامة الديمقراطية، مع هيكلية وتنظيم قادر على تحقيق هذا التحول. ودعا إلى دعم هذا البديل ودعم الشعب الإيراني في نضاله من أجل الديمقراطية بقيادة السيدة رجوي.
بدوره، قال النائب أندريه شاسين، عضو البرلمان الفرنسي المخضرم ورئيس اللجنة البرلمانية الفخري، إنه يجب بناء جسر بين المقاومة الفرنسية والمقاومة التي تقودونها ضد الملالي. وأشار إلى أن أعضاء المقاومة الفرنسية كانوا يتركون عائلاتهم، وقد يتعرضون للانتقاد بسبب ذلك، وأن عشرات الآلاف استشهدوا في المقاومة الفرنسية، كما استشهد عشرات الآلاف في مقاومة الشعب الإيراني. وفي إشارة إلى حملة التشويه التي يشنها النظام ضد المقاومة الإيرانية، قال إنهم قد يتهمونكم بالإرهاب أو بتفريق العائلات، كما اتهموا المقاومة الفرنسية بالإرهاب، لكننا، بناءً على خبرتنا في المقاومة، نقدر جهودكم. وأشار إلى أنه يتحدث في الذكرى السنوية لتأسيس المجلس الوطني للمقاومة الفرنسية، الذي انعقد سرًا في باريس تحت الاحتلال النازي، وهو تذكير تاريخي بشرعية المقاومة ضد الظلم والاحتلال والقمع.
من جانبه، أكد السيد فيليب غوسلان، نائب رئيس لجنة إيران الديمقراطية البرلمانية، أن شعلة المقاومة داخل إيران لن تنطفئ، وأن الشعب الإيراني يكافح منذ عقود ويتحمل مخاطر كبيرة ضد نظام يعاني من الإنهاك. وأضاف أن التحية يجب أن تُوجَّه إلى الشعب الإيراني العظيم الذي يناضل من أجل الاستقلال وحقوقه والحرية. وأشار إلى أن النواب الفرنسيين يعرفون طبيعة النظام منذ سنوات، ولهذا السبب، رغم اختلاف آرائهم السياسية، يقفون معًا في هذا النضال ويرفضون أن يكونوا أداة بيد هذا النظام الإرهابي.
وقال النائب جوليان بورجيرول إن إدانة أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بالإعدام تعبر عن الحقد، وأن النواب الفرنسيين يدينون هذه الإعدامات وأحكام الإعدام في إيران، ويدعمون خطة السيدة رجوي العشرية. وأضاف أن اللجنة البرلمانية لإيران الديمقراطية تتعرض لهجمات من أولئك الذين يريدون الحفاظ على علاقات مع النظام أو العودة إلى الديكتاتورية الملكية، لكن النواب الفرنسيين لن يلتفتوا إلى مثل هذه التصرفات.
أما السيد جان بيير برار، أحد مؤسسي اللجنة البرلمانية، فأشار إلى ما يقرب من عشرين عامًا من الجهود للاعتراف بمقاومة الشعب الإيراني، وقال إن من يزعمون أن الرئيس الحالي للنظام معتدل يجب أن يخجلوا من أنفسهم، لأنه عندما يُسأل عن خطه يقول إنه يتبع خط ولي الفقيه، أي خط القاتلين. وأضاف أنه يجب محاربة مثل هؤلاء حتى يوم النصر. وأشاد بالسيد فيدال كوادراس، الذي يواصل فضح طبيعة النظام الإرهابية والقمعية رغم محاولة اغتياله من قِبل مرتزقة النظام، مستشهدًا بقول الكاتب الفرنسي روما رولان: “البطل هو من يفعل ما بإمكانه، لكن هناك من يفعل أكثر مما بإمكانه، وأليخو فيدال كوادراس من هؤلاء.”
إلى جانب الكلمات، تبادل النواب الحاضرون الآراء والأسئلة مع الرئيسة المنتخبة للمقاومة وأعضاء اللجنة البرلمانية.
في الختام، عبرت السيدة رجوي عن تقديرها لجهود اللجنة البرلمانية ونواب الشعب الفرنسي في دعم مقاومة الشعب الإيراني وإدانة جرائم الملالي، متمنيةً للجنة التوفيق في تحقيق أهدافها.
التعليقات