الإثنين الموافق 19 - مايو - 2025م

الإدارة الأميركية: النظام الإيراني يبقى الخطر الأكبر على الأمن العالمي  

الإدارة الأميركية: النظام الإيراني يبقى الخطر الأكبر على الأمن العالمي  

 

تهديد متعدد الأبعاد: الإرهاب، الوكلاء، والفضاء السيبراني

في تصريحات متزامنة من البيت الأبيض والبنتاغون، أكّد مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى أن النظام الإيراني لا يزال يشكّل التهديد الأكثر تعقيداً وخطورة على الأمن العالمي. سباستيان غوركا، المستشار الأعلى السابق لشؤون مكافحة الإرهاب في إدارة ترامب، شدّد في مقابلة مع مجلة “بوليتيكو” على أن الرئيس الأميركي أوضح تماماً أن “النظام الإيراني هو التهديد الرئيسي”، داعياً إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل ووقف دعم جميع الوكلاء الإقليميين، من حزب الله إلى الحوثيين وسائر الجماعات التابعة لطهران.

غوركا وصف النظام الإيراني بأنه “نظام إجرامي قمع شعبه منذ 1979، بما في ذلك الفرس والأقليات”، مؤكداً أن الكرة الآن في ملعب الملالي: إما التراجع عن سياساتهم أو مواجهة المزيد من العزلة والضغوط الدولية.

هذه التحذيرات تأتي في ظل تصاعد الأدلة على استمرار إيران في تمويل وتوجيه شبكات الإرهاب في المنطقة، حيث تؤكد تقارير استخبارية أميركية أن طهران لم تتوقف عن إرسال الأموال والسلاح إلى حلفائها، بما في ذلك حزب الله اللبناني، حماس، والحوثيين في اليمن، رغم الضربات التي تعرض لها “محور المقاومة” في سوريا والعراق ولبنان.

البيت الأبيض شدّد في مذكراته الأمنية على أن إيران، إلى جانب الحرس الثوري، تستخدم الوكلاء والعمليات السيبرانية لاستهداف المصالح الأميركية والغربية، بما في ذلك محاولات الاعتداء، الخطف، والاغتيال ضد معارضين ونشطاء في الخارج.

تصعيد في الفضاء السيبراني: تهديد للبنية التحتية الأميركية والدولية

في موازاة التهديدات التقليدية، حذّرت لوري باكهوت، مسؤولة السياسة السيبرانية في وزارة الدفاع الأميركية، خلال جلسة استماع في الكونغرس، من تصاعد الهجمات السيبرانية الإيرانية. وصفت إيران بأنها “أحد اللاعبين الرئيسيين في التهديدات غير النمطية في الفضاء السيبراني”، مشيرة إلى أن طهران تستخدم قدراتها السيبرانية المتقدمة لتحقيق أهداف سياسية وأمنية، وتسعى من خلال العمليات السيبرانية إلى إثارة الانقسامات والتأثير على الفضاء المعلوماتي لخدمة مصالحها.

تقارير أمنية حديثة كشفت أن مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري (مثل Pioneer Kitten وPeach Sandstorm) كثفت هجماتها على البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة، بما في ذلك قطاعات الطاقة والنقل والصحة، عبر استغلال ثغرات في أنظمة الحماية وتعاون مع جماعات “رانسوم‌ویر” إجرامية.

التحذيرات الأميركية تؤكد أن إيران لا تكتفي باستهداف الولايات المتحدة، بل توسع هجماتها إلى حلفاء واشنطن في أوروبا ودول الخليج، وتسعى لتطوير أدوات هجومية أكثر تعقيداً بالتعاون مع دول أخرى مناهضة للغرب.

الخلاصة: إجماع أميركي على الردع الشامل… وقلق دولي متزايد

ما يجمع عليه البيت الأبيض والبنتاغون اليوم هو أن التهديد الإيراني لم يعد يقتصر على البرنامج النووي أو دعم الإرهاب التقليدي، بل أصبح تهديداً مركباً يشمل عسكرة الفضاء السيبراني، تمويل وتسليح الميليشيات، وتوظيف الحروب بالوكالة لضرب الاستقرار الإقليمي والدولي.

الإدارة الأميركية تؤكد أن الرد يجب أن يكون شاملاً: من العقوبات القصوى إلى تفكيك الشبكات المالية والتقنية، وفرض عزلة دولية على الحرس الثوري، مع تعزيز الدفاعات السيبرانية وتوسيع التعاون مع الحلفاء.

في ظل هذا التصعيد، يرى المراقبون أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتوحيد الجهود لمواجهة التهديد الإيراني المتعدد الأبعاد، إذ أن أي تراخٍ أو استرضاء لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى والابتزاز الأمني في المنطقة والعالم.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81750545
تصميم وتطوير