السبت الموافق 31 - مايو - 2025م

اختتام اعمال ندوة مصر القديمة ومسار رحلة العائلة المقدسة باتحاد الكتاب 

اختتام اعمال ندوة مصر القديمة ومسار رحلة العائلة المقدسة باتحاد الكتاب 

 

علي الشرقاوي

 

في جو عمته البركة والمحبة ، اختتمت لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر برئاسة الكاتب والأديب عبدالله مهدى ، اعمال ندوة 

 (مصر القديمة ومسار رحلة العائلة المقدسة ) ، وقد شهدت سجال فكري لم يتطرق اليه الباحثون من قبل حول الرحلة.. فقد بدأ الكاتب والأديب عبدالله مهدى الندوة بالحديث عن أول فكر مصرى يدعو للوحدانية ، التى تقوم على عبادة إلة واحد ” ٱتون ” :- القوة الكامنة وراء قرص الشمس ، وذكر الكاتب والأديب عبدالله مهدى نبذ ” إخناتون ” تعددية الٱلهة التى كانت سائدة في مصر ، قبل أن يخرج على العالم القديم بدعوته الجديدة ، واختار مكانا غير العاصمة ” طيبة ” / الأقصر حاليا ، لكى يقيم فيه ، ويدعو منه لإلهه ( ٱتون ) وهذا المكان هو ” تل العمارنة ” مركز دير مواس — محافظة المنيا ..

وأضاف الكاتب والأديب عبدالله مهدى بأن ” إخناتون ” ناجى ربه الجديد بنشيد رائع سجل على جدران مقبرة أحد معاونيه ” ٱي ” كبير كهنة ٱتون ، والذى أصبح ملكا على مصر فيما بعد ، ولقد رأى الباحثون في علم الأديان المقارنة ، أن هناك تطابقا يكاد يكون كاملا بين ما ورد في هذا النشيد ، وما ورد في ( المزمور ١٠٤ ) من مزامير النبى داود ” عليه السلام ” …

وقد اختار الكاتب والأديب عبدالله مهدى فقرات من نشيد ” إخناتون ” وهو يعدد هبات وعطايا ربه ، وتوكد هذا التطابق …وألقى مهدى الجزء المختار من النشيد الذى يقول فيه ” إخناتون ” :–

أنت تطلع ببهاء في أفق السماء 

يا ٱتون الحى ، يا بداية الحياة 

عندما تبزغ في الأفق الشرقي 

تملأ كل البلاد بجمالك 

إن أشعتك تحيط بكل الأراضى التى خلقتها 

وعندما تغرب في الأفق الغربى 

تصبح الأرض سوداء 

كما لو كان حل بها الموات ..

هكذا كانت دعوة إخناتون بمثابة الصيحة الأولى في تاريخ البشرية ، والتى تقترب من التوحيد التى جاءت به الأديان السماوية …

ثم انتقل الكاتب والأديب عبدالله مهدى للحديث عن أرض السلام والمحبة والأمان ) مصر ) ، التى احتضنت العائلة المقدسة في الأول من شهريونيو ، وذكر مهدى أن تلك الاحتفالية التى تقيمها لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ، تأتى لتؤكد على أن إرثنا التاريخي والحضاري والروحي ، مصدر حي للالهام ووسيلة سرد متجددة ، ومسئولية ثقافية تقع على عاتق الباحثين والمبدعين ، للحفاظ عليها ، وإعادة تقديمها برؤى جديدة تتماشى مع روح العصر ، وضح مهدى مؤكدا أننا أمام فعالية تنبض بالحياة ، وتحمل في طياتها مادة ثرية للحوار الثقافي والفكرى والروحى ، ثم قدم الكاتب والأديب عبدالله مهدى ، الأستاذة الدكتورة راندا بليغ ” أستاذة الٱثار المصرية القديمة — كلية الٱداب — جامعة المنصورة . والتى أكدت بأن مصر تباركت برحلة العائلة المقدسة التى ورد ذكرها في الكتاب المقدس والميامر والسنكسار وغيرها من المصادر ومن أهمها التراث الشفهى ، وتحدثت الدكتورة راندا بليغ بشيئ من الاستفاضة عن محطات رحلة العائلة المقدسة في الدلتا بدءا من الفرما ووادى النطرون وسخا وسمنود ومسطرد ومصر القديمة والمعادى ، وبخاصة ما ارتبط ما ارتبط ٱثار مصرية على نحو تل بسطة ، كما أضافت الباحثة بعض المواقع غير المؤكدة التى حدثت بها معجزات جعلت من المرجح أن تكون العائلة المقدسة قد مرت بها على نحو : كنيسة العذراء بدقادوس وكنيسة الريدلنية بالدقهلية ، وكنيسة العذراء بحارة زويلة ، ومكان كنيسة العذراء بالزيتون ، والتى ظهرت فيها العذراء بوضوح لعدد كبير من الناس وهى معجزة عالمية ليس لها مثيل في أى بلد ، وذكرت مسار الرحلة على الأرض المصرية بدءا من رفح ، الشيخ زويد ، العريش ، الفلس ، الفرما ، سخا ، وادى النطرون ، بلقاس ، تل بسطة ، بلبيس ،سمنود ، وادى النطرون ، مسطرد ، المطرية ، الزيتون ، حارة زويل بالخرنفش ” الموسكى ” حصن بابليون ، دير الجرسون ، البهنسا ، جبل الطير ، الأشمونين ، ديروط ، ملوى ، كوم ماريا ، تل العمارنة ، الدير المحرق بالقوصية ، وفي طريق العودة مرت العائلة المقدسة على جبل أسيوط الغربى ” درنكة ” إلى مصر القديمة ثم المطرية فالمحمة ومنها إلى سيناء …

ثم تحدث الأستاذ الدكتور / لؤى محمود سعيد ” مدير مركز القبطيات بمكتبة الإسكندرية ، وأستاذ القبطيات بجامعة السادات ” فذكر بأننا علينا أن نتحدث عن الجديد في رحلة العائلة المقدسة ، ونؤكد على أنها شأن مصرى بالأساس ، وعلينا أن نحدث العالم بذلك ، والإشكالية أننا نحدث أنفسنا بأنفسنا ، وأكد باحث القبطيات الكبير الأستاذ الدكتور لؤى محمود سعيد التراث القبطى ملك لكل المصريين وبأن مصر بلد مبارك ( مبارك شعبي مصر ) ( ادخلوا مصر إنشاء الله ٱمنين ) فقد ذكرت مصر في العهد القديم ٥٦٠ مرة ، وفي العهد الجديد ٢٤ مرة ، وذكر با حثنا الكبير بأن زيارة البابا فرنسيس إلى مصر كانت من الأهمية بمكان ، وكان قوله : جئت لأحج إلى مصر … كان مؤثرا فى مليوني مسبحي حول العالم …كما أوضح موالد القدسين فى مسار الرحلة ومشاركة المسلمين والمسيحيين بها على حد سواء ، وتحمل الرحلة بعدا إيمانيا ، بالإضافة للبعد التراثي والتاريخي ..

 

وجاء الدور على الدكتور القمص يسطس الأورشليمى الذى تحدث عن رحلة العائلة المقدسة إلى سيناء قائلا

 

خط سير العائلة المقدسة ﺸﻤﺎل ﺴﻴﻨﺎء

                                                                 شبه جزيرة سيناء في الأصل هى البلاد الواقعة بين هذين الشطرين المعروفة الآن ببلاد الطور ثم امتدت اداريا فشملت بلاد التيه ثم بلاد العريش في الشمال فأصبح حدها من الشمال البحر المتوسط ومن الغرب قناة السويس وخليج السويس، ومن الجنوب البحر الأحمر، ومن الشرق خليج العقبة وخط يقرب من المستقيم من طابا على خليج العقبة وينتهى بنقطة على شاطئ البحر المتوسط عند رفح . وسيناء حصن طبيعى لمصر، وقد أخذت شكل مثلث قعد على البحر المتوسط وانقلبت على رأسه فدخل كالسفين في رأس البحر الأحمر شطره شطرين هما خليج العقبة وخليج السويس.

كما‏ ‏ترك‏ ‏ملوك‏ ‏مصر‏ ‏ ‏آثارهم‏ ‏وأسماءهم‏ ‏وأسماء‏ ‏آلهة‏ ‏مصر‏ ‏وسينا‏ ‏خصوصا‏(‏سيدة‏ ‏أرض‏ ‏الفيروز‏).‏و‏(‏معبودة‏ ‏وادي‏ ‏المغارة‏)-‏علي‏ ‏النقوش‏ ‏الحجرية‏ ‏القديمة‏ ‏ولا‏ ‏سيما‏ ‏في‏ ‏وادي‏ ‏المغارة‏,‏ وسرابيط‏ ‏الخادم‏ ‏ووادي‏ ‏المكتب‏,‏حيث‏ ‏عثر‏ ‏علي‏ ‏أقدم‏ ‏أبجديات‏ ‏التاريخ‏,‏ وقد‏ ‏نجح‏ ‏الأثري‏ ‏المعروف‏,‏آلان‏ ‏جاردنر‏ A.GARDNER ‏في‏ ‏نشر نصوصها حوالى عام 1950م‏. ‏وتل حبوة، وتل أبو صيفي، وطريق حورس

كان مرور بني إسرائيل في سيناء عند خروجهم من مصر علي يد موسي النبي الذى تلقى الوصايا العشر علي طور سيناء فعدها الجميع من الاراضي المقدسة، ولم تكد المسيحية تنتشر في مصر والشام حتي إنتشر الرهبان والنساك ، على محطات رحلة العائلة المقدسة وحول جبل الطور وبنوا الكنائس والاديرة فأصبح الجبل محجاً لأهل الشرق والغرب.

ومن أهم الكنائس التي تم الكشف عنها : الكنيسة الدائرية (الروتندا) غرب الفرما – الكنيسة البيزنطية (تترا كونش) جنوب الفرما – دير العذراء شرق الفرما ويضم بازيلكا كبري ومجموعة أخري من الكنائس وصهاريج وخزانات مياه مختلفة وساقية مياه وأفران ومعصره ملحقات كنسية أخرى، أو عدد 3 كنائس بالفلوسيات وكنائس أخري كثيرة ومازال الباقي يرقد مدفونا تحت الأرض.

 

مسار رحلة العائلة المقدسة من قائمة اليونسكو إلي السوق السياحي تحدثت الأستاذة الدكتورة شذي جمال إسماعيل

أستاذ الآثار والفنون المسيحية

جامعة حلوان … فذكرت 

بأن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر حدثًا تاريخيًا وثقافيًا ودينيًا هامًا، حيث يُعتبر مسارها في مصر تراثًا ثقافيًا فريدًا. يتضمن هذا التراث العديد من المواقع التاريخية التي كانت العائلة المقدسة قد زارتها، بالإضافة إلى المهرجانات والاحتفالات الشعبية التي ترتبط بهذا الحد

إن منتج مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر يعتبر واحدا من هذه المنتجات المتميزة للمقصد السياحي المصري لمختلف أنماط السياحة الوافدة إلي مصر إلي جانب السياحة الداخلية، ولذلك فإن أن استراتيجية وزارة السياحة و الآثار ترتكز بشكل أساسي على إبراز المقصد السياحي المصري باعتباره المقصد الأول في العالم من حيث تنوع الأنماط والمنتجات السياحية التي يتميز بها، بجانب العمل على تطوير كل نمط ومنتج سياحي على حدة.

ويعتبر هذا المشروع من الهدايا العظيمة التى تقدمها مصر للعالم، فقد انتهت الدولة من البنية الأساسية للمشروع فى معظم المواقع مما يؤهل الزيارة بشكل مناسب، والخطوة الثانية وهى الأهم، أن الدولة شارفت على الانتهاء من الخريطة الاستثمارية التى توضح كيفية استفادة المستثمرين أو شركاء التنمية من هذا المشروع بعد ضمان الزيارة وعودة السياحة، وبالتالى عودة الفائدة على الاقتصاد الوطنى من العوائد السياحية، وعودة الفائدة على القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى والأهالى المحلية.

 

ثم قام الكاتب والأديب عبدالله مهدى ” رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ” بتوزيع شهادات المشاركة في هذه الندوة المهمة .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81939235
تصميم وتطوير