السبت الموافق 03 - مايو - 2025م

إنهيار التربية والأخلاق

إنهيار التربية والأخلاق

كتب / حازم محمد سيد أحمد

يقول الله تعالى :(( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ*ما أنت بنعمة ربك بمجنون *وأن لك لأجرا غير ممنون*وإنك لعلى خلق عظيم )) صدق الله العظيم

نُلاحظ أنَّ الأمة في وقتِنا الراهن تُعاني من ضعْف، إنْ لم يكن انعدامًا في القِيم والأخلاق على كافَّة المستويات، فهناك أزمةٌ أخلاقية بين الحُكَّام والمحكومين، والرئيس ومرؤوسيه، وبين المدير والعاملين، وبين المعلِّم وطلاَّبه، وبين التاجر والمشتري، وبيْن الرَّجُل والمرأة وأولاده، وأرْحامه وجِيرانه.

وقد يتساءل البعض : لماذا ساءت أحوال المسلمين ، واشتدت عليهم المحن والابتلاءات؟ولماذا أ صيح المسلمون والعرب هدفا للأعداء ؟و سأعرج لكم بعض المظاهر التى نعيشها جميعا ، وهى على مستوى تدنى من الأخلاق فى كافة المستويات ، حتى وصلت إلى مستوى يمكن اعتباره أنه أزمة حادة، ولا أعنى بذكر ذلك أنه لا يوجد أناس يحملون الأخلاق الحميدة ، نعم هم وما زالوا موجودين فى كل زمان وكل المجتمعات حتى قيام الساعة ، ولكن القصد على الكثرة والاغلبية الغالبة من الأمة والذين وصفهم الحبيب محمد بأنهم قوم ،وتولَّدتِ الأزمة الأخلاقية واستفحلَتْ؛ بسببِ عدم الخوف مِن الآخرة ونسيان الموت وما بعْدَه مِن عذاب القبْر أو ثوابه، ونسيان الحِساب والجنَّة والنار، فصار أكثرُ الناس لا يخافون الله ولا يستحيون منه، واستطاعوا أن يَخدَعوا الناس ويتلاعَبون بهم بكلِّ سُهولة؛ ممَّا شجَّعهم على ممارسةِ المزيد مِن أصناف الأخلاق السيِّئة، وهم يظنُّون أنهم يحقِّقون إنجازاتٍ كبيرة، يستحقُّون الاحترام والتقدير عليها، خاصَّة في ظل سكوت علماء الأزهر، وتشجيع المنتفِعين، وأن من أسباب ذلك جهل الكثيرين من الأمة بدينهم العظيم ، وغيب علماء الأزهر الشريف ، سواء بقصد أو غير قصد عن توجية الأمة ، فتسلط على قرارها ومقدراتها بعض الجهلة ، فلا هم أداروا شئون البلاد بالمنهج الشرعى الذى يرتضاه الله تعالى للبشرية ، ولا تركوها على الأقل بمنهج الفطرة السوية ، فضلوا وأضلوا فى مراعاة الآداب والأخلاق ، و تغلغُل وتجذُّر حبُّ الدنيا في النفوس نتج عنه غيابُ الأخلاق الحَسَنة بين الناس، وانتشار ظاهِرة الأخلاق السيِّئة، فغاب التراحُم والنجدةُ فيما بينهم، وظهَر الكِبر والاستعلاء على الناس، وفشَتْ فيهم صنوفٌ غريبة مِن سوء الأخلاق،و انتشار ظاهرة الكذِب وغياب الصِّدق في الحديث إلاَّ عند القليل ممَّن رحِم الله، وقليل ما هم،وأصبح كثير من الناس يزينون الكذب ، ويلونونه ، تارة بالأبيض وتارة بالأسود ، وهو كله كذب أو خداع فى خداع ، وكل هذا وذاك يبغضه الله ولا يحبه ، حيث قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ والرسولُ – يقول عن المنافق: ((آية المنافِق ثلاث… وذكر منها: وإذا حدَّث كذَب)و دليل على ذلك حينما يسهم المعلم والمربى وربما مدير المدرسة ، فى تغشيش الطلاب وأحيانا يكون بمقابل مالى أو رحمة بهم ، فماذا يريد هؤلاء وهل هذه هى تربية وأخلاق أم هى الرزيلة بعينه ، أننا بذلك نخادع أنفسنا ،ونغشديننا ووطننا ، ونخادع أجيالنا ، ونحسب بأننا مهتدون !!!والأخطر من ذلك عندم تمارس المؤسسات التربوية فى المجتمع هذا النوع من التربية ، فأحسن الله عزاء هذه الأمة المقهوره ، وكل العجب وأتعجب على ما يسمى باللف والدوارن والبعض يسميه شطارة وذكاء ، وهى فى حقيقة الأمر حرام ويبغضه الله ورسوله ،واليوم وفى هذه الآونة قد داهم الأمة خطر كبير وشرٌّ مستطير، وهو انهيار منظومة الأخلاق التي دعا لها دِينُنا الحنيف، وقرَّرتها الفِطر السليمة حتى في الأمم الكافِرة والشعوب الجاهليَّة، فظهر شرُّ ذلك على كلِّ المستويات، واستفحلتْ وتعمَّقت حتى صارتْ أزمةً حقيقية، تُعاني منها الأمَّة، وأسهل شىء اليوم الشهادة الكاذبة !!!!وهذا أمر خطير نظرا لأثره البالغ فى إنتهاك الحقوق والواجبات والحرمات ، حتى البعض يمارس الإقصائيَّة وعدم الاعتراف بالآخَرين، ويمجِّد نفْسه وأهله وأولاده وكلَّ شيء يُنسب إليه، وبالمقابل يحتقِر الآخرين وكلَّ ما يملكون، وحتى ما يقولون أو يفكِّرون،وعلى ذلك فالأزمة الأخلاقية هى نقص حاد فى القيم والأخلاق ، على مستوى المجتمعات والدول والأفراد مما أدى إلى نتائج مدمرة تهدد القيم والتربية والأهداف السامية فى مجتمعاتنا ،والمخرج من هذا هو القرآن الكريم لأنه هو أضل الأخلاق ،إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))وإسلامنا يربط بين القول والفعل والعمل والقيمة والسلوك حيث أن الأخلاق فى الإسلام قاسم مشترك على مختلف أوجه الحياة كانت سياسية أو إجتماعية ، والتغير من أنفسنا ولابد أن يكون غايتنا سواء على مستوى الأفراد أو الحكومات أو المجتمعات ، ويجعل العمل واجبا محتما ، وتجنب العمل الضار واجبا محتما ، ونجعل الخوف من الله أقوى من الحاكم .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81438496
تصميم وتطوير