“إبراهيم فايد” يكتب : احذر .. الشمس ترجع إلى الخلف
بقلم / إبراهيم فايد
“لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا”
بتلك الكلمات الطيبة المباركة العطرة من قرآننا المكنون ابدأ حديثى حول حالة الطقس وتلك التقلُّبات المناخية التى تشهدها مصر حاليا وكم البرودة الرعناء التى لا نملك معها سوى مناجاة ربنا والتضرع إليه بالدعاء ، فإنَّا لمرغمون على تجربة ذلك الواقع الدنيوى الأليم ومعايشته حتى يأذن ربنا -إن شاء- بدخول جنة عرضها السماوات والأرض لا شمس فيها ولا زمهريرا .
وهنا أوجِّه دعوة للإحساس .. دعوة للتضامن .. دعوة للتكافل مع كل مستئِن من ضربات دنيانا المُوجعة والمتتابعة حتى وإن لم نكن متضررين حقًا من فرط تلك البرودة فعلى الأقل نتلمس الرحمات لفقراء الوطن ومساكينه الذين يعانون حتمًا من بطش الطبيعة وقسوتها والتى لا تملك معها الحكومات ولا المؤسسات الهيومانرايتسووتشية المحلية منها والدولية أية حيلة ، وإنى لأراها النقيصة الوحيدة التى لم يتدخل فشل الدولة فى حدوثها اللهم إلا تورطها فى سوء الأوضاع المادية وعدم توافر بيئات ومساكن آمنة وأغراض عناية وتدفئة لدى مئات الآلاف من الأُسر .
والحقيقة أن مقالى هذا لم ولا أنتوى التطرق خلاله للجانب السياسى أو تسليط الضوء على سقطات الحكومة ولا توجيه انتقادات لاذعة قدر بُغيتى توجيه إرشادات لها وإبراز كم المعاناة ومدى الشقاء وشلالات الاستغاثات من مواطنين لا حول لهم ولا قوة لا يتملكون من أمرهم شيئًا ، يعانون حاليا وسيعانون فى الأيام المقبلة حتمًا لا محالة .. من ضمن أولئك أسر أنهكتها دنياها فعاشت فيها ترتجى من الله نَوْل أخراها اليوم قبل غد ؛ من فرط ما يعانونه من ضيق وحرمان “يحسبهم الجاهل (( الحكومة )) أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا” ، وكذا لدينا عشرات الآلاف من أطفال الشوارع وفئات عديدة من الطلاب والعمال المغتربين وأرامل ويتامى وووو ….. إلخ ، ونحن الآن على أعتاب فصل معلوم للجميع قسوته وفظاظة طلته بحيث لا نملك معه شجاعة استقبال ديسمبريته .. فكيف لنا بينايريته وفبرايريته ومارسيته !!
إذا فلنراعى الله فى قوم منا ولدوا ، وبيننا عاشوا ، ولنا عملوا وأنتجوا .. قوم غلبتهم الدنيا بجفائها فلا مجال -إنسانيا- لنغلبهم بتخاذلنا !!
فالعدل العدل ياحكومة مصر .
لنمنع أرستقراطيينا عن مُشَهِّياتهم ليحيا مشردونا على كسرة خبزهم ..
لنتنازل قليلا عن دعم الطاقة لمصانع رجال الأعمال ..
لنتنازل قليلا عن رفع مرتبات الجيش والشرطة والقضاء والكهرباء والبترول ومستشارى سيادتكم ..
لنتنازل قليلا من أجل أن نحيا كثيرا ..
ليتنازل بعضنا ليحيا جميعنا ..
فلطالما تنازل السواد الأعظم من ذاك الشعب المسكين وعاشوا دهرا كالـ …. فى سواقيهم ليعيش على كفاحهم ذوى الياقات البيضاء فى قصورهم .
فالعدل العدل ياحكومة مصر
ياحكومة أم الدنيا -إذا تكرمتم- نظرة عطف لأبنائها أو نظرة مساواة على الأقل !!
التعليقات