كتب : سامح المغازى
تلقى اللواء سامح الكيلانى مدير أمن الشرقية إخطارا من اللواء رفعت خضرمديرادارة البحث الجنائي بالاقليم مفاده تمكن ضباط البحث الجنائى بالتنسيق مع قطاع الأمن الوطنى بضبط كلا من المدعو” محمد.أ.م” طالب بكلية الهندسة بالجامعة الروسية وشقيقه “عبدالسلام” طالب بالصف الثالث الثانوى الأزهرى ومقيمان بقرية قنتير التابعة لمركز فاقوس .
وتم ضبطهما تنفيذا لقرار النيابة العامة الصادر بشأن ضبطهما وإحضارهما بتهمة الانتماء لتنظيم محظور والتحريض على العنف ضد رجال الجيش والشرطة.
التعليقات
الإخوان المتأسلمون ..
… إن المتتبع لحركة الأخوان المتأسلمين يستنتج بأن من ينتمي لهذه الحركة القذرة أو التنظيم العميل، هم ذوى الأقلية في مجتمعاتهم و الذين أصولهم غير عربية، و السبب حتى لا يشعرون بأنهم ليسوا أقلية و لا يشعرون بالعنصرية في المجتمعات العربية، و يجد بأن الهدف المشترك بين هذا التنظيم و أمريكا هو محاربة الإشتراكية و المعسكر التقدمي، و يجد بأنهم ضد القومية العربية التي تحاربها أمريكا و الغرب عموماَ ..
… إن فكرة ’ الأخوان المتأسلمين ’ مأخوذة من أفكار جمال الدين الأفغاني، ثم تلاميذه الذين منهم محمد عبده، و أديب اسحاق و عبد الله النديم و سامي البارودي الألباني، إلى أن وصلت إلى حسن البنا و الهضيبي، يعني أن جذور الفكرة من جمال الدين الأفغاني و هو ليس عربي و معروف عنه بأنه أفغاني، و قد يكون من إيران كما يقول البعض، و هذا كان عضواَ في الحركة الماسونية العالمية بحسب الشهادات الماسونية ..
… هؤلاء الذين ذكرناهم كانوا عملاء للقوى الغربية، التي كانت تتصارع على منطقة الشرق الأوسط و الأدنى، فجمال الدين الأفغاني اجتمع بالحاكم العام الإنجليزي لمصر في لندن، و وعده أن يكون سلطاناَ على السودان في مقابل أن ’ يتآمر ’ على المهديين أو ثورة الأنصار في السودان آنذاك، ثم أخلف الإنجليز وعودهم له و نكثوا بها كما هو معروف عنهم ..
… أصلح الألمان الخلاف بين جمال الدين و بين خان شاه إيران، و ذلك عندما تخاصما ثم نفاه الشاه، لأن جمال الدين كان صديقاَ للروس و حتى يتفاهم الألمان مع الروس مع خان شاه إيران ضد الإنجليز، حتى لا ينفرد الإنجليز بالحكم في مناطق الشرق الأوسط و الأدنى، و هذه الإتصالات المشبوهة تدل على أن جمال الدين كان ورقة يلعبها مرة الإنجليز و مرة الألمان و مرة الفرنسيين ..
… إذا ما تأملنا في تنظيم الإخوان المتأسلمين، فإننا سنجد أن أفكاره و أطروحاته هو امتداد أو إحياء أو بعث لحركة الخوارج، التي كانت نتيجة من نتائج الفتنة الكبرى، فلما كان الخلاف بين انصار هذا الفريق أو ذاك، يدور حول النقطة المهمة من أحق بالخلافة؟ عندها أطلق الخوارج فكرة ’ الحاكمية لله ’، التي إدعت بطلان فكرة أن تكون الخلافة محصورة في آل البيت، أو في العرب القرشيين، و هنا حبذت الأقلية غير العربية هذه الفكرة لأنها تفتح لها الطريق إلى السلطة، فأخذت حركة الخوارج التي كانت في معظمها أقلية غير عربية، تستقطب العجم و غيرهم من الأقليات القومية، حتى غدت حركة شعوبية بغيضة ..
… تماماَ مثل حركة الخوارج فإن الإخوان المتأسلمين يعادون القومية العربية و يحاربونها و يحاربون كل من يؤمن بها حرباَ لا هوادة فيها، إذ يزعمون بأن القومية العربية غير موجودة في القرآن، و بأنها فكرة عصبية جاهلية، و هذا الزعم مجافي تماماَ للحقيقة التي في القرآن الكريم ..
… ليس من قبيل المصادفة أن يكون الذي أسس ما يسمى بحركة الإصلاح، و الذي تأثر به حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المتأسلمين ليس عربياَ، فلا يخفى على أحد أن جمال الأفغاني كان ينادي بوحدة الشعوب الإسلامية، و يحارب فكرة القومية العربية، و كان هو و بعض من تلاميذه أعضاء في الحركة الماسونية، التي تعتبر أساس الحركة الصهيونية المعادية للسامية و للعرب على وجه الخصوص، و إذا كان جمال الأفغاني قد بدأ نشاطه السياسي مصلحاَ دينياَ إلا أنه كشف فيما بعد، عن أهدافه في الوصول إلى السلطة الدنيوية، حيث ارتبط بالإنجليز و أدى مهمات سرية لهم، كما ارتبط أيضاَ بدوائر السلطة العثمانية في الآستانة، متآمراَ معهم ضد العرب و ضد القومية العربية ..
… ما يسمى بحركة الإخوان المتأسلمين بدأت منذ تأسيسها عام 1928 افرنجي في الإسماعيلية بمصر، نشاطها على يد حسن البنا الذي تأثر فكرياَ و سياسياَ بجمال الأفغاني و محمد عبده، كحركة دينية اصلاحية، و في عام 1933 افرنجي انتقل البنا بحركته إلى القاهرة، و أدت هذه النقلة المكانية إلى نقلة نوعية في توجهاتها السياسية، فسرعان ما انغمست في العمل السياسي المباشر، بهدف الإستيلاء على السلطة تحت شعارات دينية، و كي تكون بنيتها التنظيمية قادرة على استيعاب التوجهات السياسية و الإستيلاء على السلطة، فقد قامت ببناء خلايا سرية أشبه في هياكلها بالتنظيمات الماسونية ..
… تظاهرات حركة الإخوان المتأسلمين بعد ثورة ناصر ’ يوليو ’ بتأييد الثورة، ظناَ منها امكانية احتوائها و استغلالها لمآرب سلطوية، و لكنها سرعان ما أخذت في معاداتها و محاربتها، عندما رفعت شعارات القومية العربية و محاربة الإقطاع و إذابة الفوارق الإجتماعية، حتى وصل بها الأمر إلى محاولة اغتيال عبد الناصر عام 1954 افرنجي في الإسكندرية ..
… حركة الإخوان المتأسلمين جعلت من استخدام القوة و العنف من أهم وسائلها إلى الوصول إلى السلطة، و السيطرة على مقدرات الشعب السياسية و الإقتصادية، بدعوى الجهاد في ’ سبيل الله ’، علماَ بأن الجهاد أصلاَ لا يكون إلا ضد الكفرة و المشركين بالله، و أدى اعتماد الحركة على العنف منهجاَ في العمل السياسي، إلى قيامها باغتيال النقراشي آنذاك رئيس وزراء مصر، و لما كان الوصول إلى السلطة هو الهدف و لو أدى ذلك إلى موقف متناقض مع القيم الأخلاقية، فإنها قد دخلت في تحالفات سياسية خاسرة، الأمر الذي يؤكد أن الذي كان يحكمها هو المصلحة السياسية البحثة، و ليس المبادئ الدينية ..
… الإخوان المتأسلمون و الشيوعيون كلاهما يمثلان أممية لا قومية، فالإخوان المتأسلمين أمميتهم اسلامية في حدود العالم الإسلامي، و الشيوعيون أمميتهم عالمية، و كلاهما يعتبران من الدعوات اللاقومية، الإخوان المتأسلمون يحاولون خلق مواطن إسلامي، و الشيوعيون يحاولون خلق مواطن عالمي، و إنطلاقاَ من ذلك اعتنقت الأقليات هذه المذاهب الأممية، فالأقليات التي تعتبر نفسها غير عربية هي التي تعتنق دعوة الإخوان المتأسلمين، و واضح أن هذه الحركات أساسها شعوبي، المصيبة ما السبب الذي يجعل العربي ينتمي لهذه الحركات!؟، إلا أنه مجرد مغفل و يسهل الضحك عليه، لآن مثل هذه الحركات لا ينضم إليها إلا ذوي القوميات التي تشعر بأنها الأقلية، لكي تذوب في أممية تتساوى فيها بالأكثرية ..
… السودان الآن يحكمه الإخوان المتأسلمين، إخوانية بالكامل، ماذا فعلت؟ أسوأ نظام الآن من الناحية الإقتصادية و السياسية و المعنوية هو النظام السوداني، إذا حكمنا الإخوان المتأسلمين سيكون وضعنا مثل السودان الآن …، النيل موجود و هم يموتون عطشاَ ..
… إن أخطر ما يقوم به الإخوان المتأسلمين، هو احتكار الدين و استغلاله للوصول عن طريقه إلى مقاصد دنيوية، متمثلة في الإستيلاء على السلطة، و يمارس هذا التنظيم ذلك بإضفاء القدسية على نفسه، حيث يطلق على نفسه مسميات كجند الله و انصار الله و انصار الحق و حزب الله و التحرير الإسلامي و الإصلاح و العدالة و التنمية، و انصار القدس و جند الخلافة و دولة الخلافة و انصار الشريعة الإسلامية، و الإحياء الإسلامي و ما إلى ذلك من المسميات البعيدة كل البعد عن حقيقتهم الخفية، و أما غير ذلك فعندهم كفر و جاهلية ..
… تنظيم أو حزب أو حركة الإخوان المتأسلمين، بأسلوبه و تنظيمه السري و وسائله الإرهابية هو تنظيم سياسي دنيوي، يسعى إلى السلطة تحت شعارات دينية، هي في واقع الحال بعيدة كل البعد عن مبادئ الإسلام و جوهرة، فالإسلام لا يتناقض مع القومية العربية و لا الوحدة العربية و لا الإشتراكية، فضلاَ عن ذلك فإنه لا يقر الحزبية و لا التشيع و لا الفئوية، و لا احتكار الدين، و لا العمل السري الذي تتبعه التنظيمات الماسونية و الحركات الصهيونية، الإسلام لا يقر اساليب الإغتيالات و التفجيرات، حيث أن القرآن يقول ’ و جادلهم بالتي هي أحسن ’ و يقول ’ و أمرهم شورى بينهم ’، أين هؤلاء من الإسلام كما أنزله الله و أمر به !؟ ..
… الإخوان المتأسلمون يبررون استخدامهم أسلوب العنف و الإرهاب و التفجير و الإغتيالات و التدمير، بالإستناد إلى تفسيراتهم الخاطئة المعتمدة على مبدأ الجهاد ضد المشركين، حيث يصفون كل من يناوئهم من عرب و مسلمين على أنهم كفار يجب الجهاد ضدهم ..
… القذارة المسماة بحركة الإخوان المتأسلمين، و بعد انكشافها و انفضاحها أمام الشعب المصري، نقلت مركزها إلى سويسرا حيث تلقت العون مادياَ و معنوياَ مباشراَ من المخابرات الأمريكية و بعض الأنظمة العربية الرجعية، و بفضل هذا العون تمكنت هذه القذارة من إعادة بناءها من جديد بقيادة سيد قطب زاده في مصر، و كانت خططها الإستيلاء على السلطة، بمباشرة عمليات الإغتيال و التفجير لإحداث إضطرابات في البلاد، إلا أن وعي الشعب المصري و تماسكه حول قيادته الوطنية، حال دون مخططاتها القذرة ..
… إذا كان مجرد التسمية ’ الإخوان المسلمون ’ يدل دلالة واضحة على منطق التمييز العنصري، القائم على أساس الإنتماء الديني، و إذا كان الشكل التنظيمي يؤكد سعيه إلى الإستيلاء على السلطة تحت ستار ديني صرف، فإنه من جهة أخرى و في كل البلدان التي انتقلت إليها عدوى هذه الحركة، تعمل على ترسيخ مفاهيم و تفسيرات خاطئة تشوه الإسلام، و تقدم للآخرين على أساس أنه دين التزمت الديني، و الفوارق و الإنكفاء و عدم القدرة على مسايرة ركب الحضارة الإنسانية ..
… تنظيم الإخوان المتأسلمين يهدف إلى طمس كل المعالم الحضارية العربية، و دور العرب في نشر الدين الإسلامي بحجة انصهار العرب و ذوبانهم في الشعوب و القوميات و الأمم الإسلامية الأخرى، و المناداة الزائفة بالأممية الإسلامية بغية إضعاف عوامل القومية العربية و تماسك العرب و تقوية وحدتهم ..
… تنظيم أو حركة أو حزب الإخوان المتأسلمين، شأنه شأن ما يسمى بحزب التحرير الإسلامي المشبوه، الذي نشأ في كنف الرجعية العربية و دوائر المخابرات البريطانية عام 1948 افرنجي، على يد المدعو النبهاني و هو بالتأكيد غير عربي، و هذا الحزب المشبوه أفكاره أغرب من الإخوان المتأسلمين، برغم اشتراكه في محاربة القومية العربية و الوحدة العربية، إلا أن أخطر ما يهدف إليه هو إبطال فريضة الجهاد ضد الإستعمار و الصهيونية، حيث يقول إنه بعد أن يتوحد المسلمون جميعاَ و يختاروا خليفة لهم، فإن هذا الخليفة وحده يستطيع حينئذ إعلان الجهاد و تحت راية واحدة!! معنى ذلك أنه يرمي إلى منع هذه الأمة من الكفاح، ضد احتلال الأرض و استنزاف الثروة، فكم ينبغي من الوقت علينا أن ننتظر حتى يتوحد المسلمون، و يختاروا الخليفة ليعلن الجهاد لتحرير الأراضي و المقدسات العربية و الإسلامية من الصهيونية!؟ ..
… أفكار ما يسمى حزب التحرير الإخواني حول مسألة الجهاد، تعتبر امتداد لأفكار مذهب يسمى المذهب القادياني، الذي أسسه المدعو ’ ميرزا غلام ’ أواخ القرن العشرين، في إقليم البنجاب بالهند، حيث توجد الأغلبية المسلمة، و بتشجيع خبيث و تخطيط مدروس من البريطانيين، الذين كانوا يسعون إلى تمزيق المسلمين الهنود، حتى لا يقاوموا الإستعمار البريطاني الذي كان متواجداَ في الهند آنذاك ..
… حتى و إن كان الإستعمار يحتل الأرض، و يسيطر على المقدرات السياسية و الإقتصادية للبلد المتواجد فيها، فالجهاد في المذهب القادياني ليس باستخدام القوة و الحرب ضد أعداء الإسلام أو المستعمر، و إنما هو بوسيلة سلمية للإقناع و التحاور بالتي هي أحسن، و ما يسمى بحزب التحرير الإخواني قد حذا هذا الإتجاه في التعامل مع الإستعمار، و في النظرة المختلفة للمسلمين الذين هم خارج هذا الحزب المتأسلم العميل ..
… الفرق جداَ كبير بين اسلام السياسة و سياسة الإسلام، و إذا كانت السياسة لا تعني فن الممكن فحسب، بل هي رعاية شؤون و اهتمام بالكائن الحي، فإن الدين الإسلامي لا تقتصر تشريعاته على العبادات فقط، بل تتعداها لتناول مختلف علاقات المجتمع الإنساني، و هناك أدلة واضحة من القرآن تؤكد هذا المعنى ..
… ’ و الذين آمنوا و أقاموا الصلاة و أمرهم شورى بينهم ’ و ’ و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ’، آيتان تتعرضان لمسألة الحكم الذي يعني التشريع و السلطات و رسم العلاقات، بين مختلف أفراد المجتمع، هذا هو الإسلام الذي يحض دائماَ على إقامة المجتمع الديمقراطي من خلال مبدأ الشورى في الحكم، و هذا هو المعنى السياسي الذي يحمله الإسلام .. مؤيد