السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم الشيخ محمد الفخراني
لقد حذر الله سبحانه وتعالى من الظلم وبين أن عاقبته أليمة لأنه في الدنيا بلاء كبير وشر مستطير قال تعالي (ولا تحسبنا الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار )
ولو علم الظالم أن الله مطلع عليه وأن مرده إلي الله وأنه سيقف أمام مولاه وسوف يقتص منه ما ظلم وما فكر في ظلم أحد من العباد
أما والله إن الظلم شؤم ومازال المسئ هو الظلوم
إلي ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم ستعلم يا ظلوم إذا التقينا غداً عند المليك من الملوم.
وقد حذرنا أستاذ البشرية ومعلم الإنسانية محمد صلي الله عليه وسلم وخوفنا من دعوة المظلوم فقال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعثه إلي اليمن ” إياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب “
وفي رواية أخرى ” أن دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويقول لها لأنصرنك ولو بعد حين “
ولذلك فإن خالد البرمكي لما حبس هو وولده قال له ولده : يا أبت بعد العز صرنا في القيد والحبس فقال يابني : دعوة المظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها
فكثير من الناس يستهينون بالمظلوم وينسون يوماً يأخذ فيه الله من المظلوم للظالم ولذلك يقول أبو الدرداء رضي الله عنه : إياك ودمعة اليتيم ودعوة المظلوم فإنها تسري بالليل والناس نيام لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا.
فالظلم يرجع عقباه إلي الندم تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم.
وها هو جبار من الجبابرة يبني قصرا ويشيده فجاءت عجوز فقيرة تأوي إليه فركب الجبار وطاف يوما حول القصر فرأي الكوخ فقال : لمن هذا ؟ فقيل : لامرأة فقيرة تأوي إليه فأمر به فهدم فجاءت العجوز فرأته مهدوما فقالت : من هدمه ؟ فقيل لها الملك رآه فهدمه فرفعت العجوز رأسها إلى السماء وقالت :
يارب إني كنت غائبة وأنت حاضر فانتصف لي منه فأمر الله جبريل عليه السلام أن يقلب القصر علي من فيه وإنه رئى مكتوباً علي حجر من أحجار القصر استهزأ بالدعاء وتزدريه وما تدري بما صنع الدعاء ؟
سهام الليل نافذة ولكن لها أمد وللأمد انقضاء وقد حكم الإله بما تراه فما للحكم عندكمو بقاء .
إن دل هذا فإنما يدل على أن الظالم يعاقبه الله في الدنيا قبل الآخرة وهذا ما نطق به صلوات ربي وتسليماته عليه بقوله :
بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا البغي بجميع أنواعه والعقوق .
إن صور الظلم المتعددة التي وقعت علي عباد الله من الظالمين تفوق إدراك العقول فكم من أعراض هتكت وعمائم بيضاء ضربت وسجنت من أجل أن قالوا لهم اتقوا الله في العباد وكم بيوت هدمت تحت باب العشوائيات وأنفس أزهقت كم سخر الساخرون من دين الله وكم كممت الأفواه وخاف الناس حتي يقولون إن الجدار له أذن وصار الباطل حقا والحق باطلا تحت شعارات مزيفة ولكن نقول لكم يا أيها الظلمة
أين هو زمان الفرد يا فرعون ولي ؟
يا سيدي الفرعون قل لي ؟
كيف أدمنت الفساد
وبأي حق قد ورثت
الحكم في هذي البلاد وبأي دين قد ملكت
الأرض فيها والعباد
مولاي لا تغضب إذا
ما جاء دورك في المزاد
ورأيت عرشك بعض ما
أكل الحريق وبعض ما ترك الرماد
ورأيت تاج الملك يامولاي
تدرك أين أصبح قوم عاد ؟!
وأصبحت الرعاة بكل أرض
علي حكم الرعية نازلينا
فقطع دابر القوم الذين ظلموا
والحمد لله رب العالمين
وبهذا اكون قد انتهيت من محاضرة اليوم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة
التعليقات