الأربعاء الموافق 14 - مايو - 2025م

نور الهدي زكي تكتب .. علشان ربنا موجود وراء الستارة

نور الهدي زكي تكتب .. علشان ربنا موجود وراء الستارة

 

عند الساعة الرابعة يوم 2مايو شعرت بحالة ضيق وتشاؤم و انه (مفيش فايدة) ، بعد ان راهنت زملاء لي علي ان الزميل خالد البلشي سيفوز بموقع نقيب الصحفيين في العامين القادمين ، وان ربنا سيكرمنا كما اكرمنا من قبل ، ولما رأيت مسيرات قادمة وهاجمة من صحف حكومية ، وزملاء محمولين برا في حافلات قادمة من محافظات بعيدة ،و رأيت وجوها ربما لا تعرف الا ان النقابة في شارع عبد الخالق ثروت وان الصحافة هي شغلانة في وقت الفراغ، وبضعة آلاف من الجنيهات تعين في اوقات الشدة اليومية التي نلهث فيها صحفيين ومواطنيبن من أجل الوفاء بأقل القليل ، قلت : الأمر لله ، ولم أجد الا عبارة واحدة ارددها – لزملاء وزميلات قرأت في وجوههم المحايدة الملامح ان أصواتهم ذاهبة في( طريق الندامة) – قلت لهم : وانت في داخل اللجنة ، وانت وراء الستارة لايوجد معك الا الله ، لن يراك او يطلع علي بطاقتك، وما دونته فيها الا الله ، وتذكرت المشهد الأخيرة من فيلم الأخوة( الأخوة الأعداء )وكيف كان( نور الشريف ) يصرخ : انت برئ يا توفيق ، عارف ليه :علشان ربنا موجود .
قلتها :وانت وراء الستارة مفيش غير ربنا اللي شايفك ، وانت وضميرك . (بقي .)
مفيش وعود بالشقق ستكون معك وراء الستارة
مفيش وعود بااراضي ولا بأنك ح تغير المهنة وتصبح مزارع او تاجر او تعرف سماسرة ، ستكون معك وراء الستارة
مفيش حوارات الفلوس الآتية دفعات دفعات ستكون معك وراء الستارة
مفيش غير ربنا ،وانت وضميرك .
لملمت مشاعري بعد وقوف ساعة امام اللجنة في الدور الخامس وكانت الساعة كافية لكلام وحديث وقناعات تتبدل بسهولة ويسر وتبادل أرقام تليفونات وصور مع زميلات وزملاء لم اعرفهم من قبل .
غادرت من بين الزحام والمشاعر المتضاربة بين الخوف والرجاء ، وذهبت الي بناتي في ال(نادي الاهلي )القريب من النقابة، وقد لاحظت البنات حالة الوجوم وسألن :ماذا بك ؟ : حكيت عن الجمعية العمومية والخوف والرجاء والعشم في كرم ربنا ، وتعطل الكلام بيني وبينهم في الموضوع وذهبنا الي احاديث اخري .
الي ان اتصلت الصديقة الزميلة خيرية شعلان بعد محاولات اتصال بها لم تجب عليها ، مما زاد من خوفي وهواجسي ، تقول خيرية لي :مبروك يا نور
بتتكلمي جد يا خيرية ؟
خالد نجح
بتتكلمي جد؟ بتتكلمي جد ؟
اه
في دقائق كنت وسط الجموع الحاملة للنقيب فوق الأكتاف، الجموع التي انتصرت ارادتها بكرم ربنا وبكرامات صحفيين لم تثنهم أحاديث الفلوس والأراضي والشقق عن استحضار ضمائرهم، ولم يكن معهم في اللجنة ووراء الستارة الا الله .
صحفيون ماهم الا قطاع من شعب مصر المأزوم من تقييد حريته في التعبير الي حد السجن جراء كتابة في المجال الافتراضي بعد ان ضاقت به صفحات مطبوعة وفضائيات تحت التضييق المذل عليه في دخل ينقذه من العوز والعجز امام أسرة تنتظر منه الحماية في المادة والمعني .
صحفيون ماهم الا قطاع من شعب مصر بما يحمله من غضب مكتوم في الصدور وهو يصبح ويمسي علي مشاهد الجثث والدماء علي مسافة كيلو مترات من حدودنا ولا نملك حتي الصراخ والغضب من حالة العجز والاذلال رسميا وشعبيا .
وفي قلب هذه الحياة الحزينة التي تجعلنا نخجل من اي لحظة فرح عابرة تأت انتخابات الصحفيين، وماهي مثل أي انتخابات اخري وإنما انتخابات صنايعية الكلمة والرأي وسلسال قمم كبيرة علمت باقلامها وافكارها واضافاتها في حياة المصريين وفي حياة العرب أجمعين وكانت نقابة الصحفيين قبلة يتوجه إليها كل باحث عن الحق والعدل ، وكل باحث عن البوصلة والطريق فكانت الانتخابات واسم النقيب دائما محط أنظار واهتمام عموم الناس ونخبتهم و كل سلطة تحسب حسابات الاحتواء او البطش .
في هذه الحالة وبرصيد عامين ماضيين استطاع خالد البلشي وهو القادم من صفوف اليسار المتعب بافكاره وثقافته واماله وانكساراته، استطاع ان يعبر بالنقابة وبلا تنازلات في توازن هادئ بين المتطلبات الانسانية والسياسة وحرية القلم والموقف الوطني وحرية رغيف الخبز وأمان العيش الكريم في الحدود التي تمثل اقل القليل ، فكان شعار ه الانتخابي (مازال في الحلم بقية ) ومازال الأمل موجود والحلم حلم لمصر في العيش والحرية والكرامة الإنسانية.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81659169
تصميم وتطوير