الإثنين الموافق 23 - يونيو - 2025م

موقعة «أم درمان» والحرب الكروية بين مصر والجزائر

موقعة «أم درمان» والحرب الكروية بين مصر والجزائر

كتب/ طارق الفتياني

تعد تصفيات المؤهلة لكاس العالم 2010 التي اقيمت بجنوب أفريقيا اصعب التصفيات التي لعبها المنتخب المصري طوال حياته.

شهدت المجموعة الثالثة التي كانت تضم كلا من مصر والجزائر وزامبيا ورواندا منافسة قوية بين المنتخبي المصري والجزائري حتي انفاسها الأخيرة أدت إلى توتر العلاقة بين البلدين.

مباراة البليدة 2009

 

استضاف منتخب الجزائر نظيره المصري في تصفيات أفريقيا لبطولة كأس العالم 2010 في يونيو 2009 واستقبل الرئيس الجزائري شخصيا بعثة المنتخب المصري وتلقت بعثة المنتخب المصري باقة من الزهور في المطار. كلا المنتخبين استعدا للمباراتين بعيد عن أي ضغط من المشجعين حيث أقام منتخب مصر معسكرا في عمان بينما أقام منتخب الجزائر معسكرا في فرنسا. صرح مدرب منتخب الجزائر رابح سعدان بأنه خائف على عائلته من أي اعتداء من الجماهير الغاضبة إذا تعرض للخسارة. تم تكليف 5 آلاف رجل أمن لحفظ الأمن في مدينة البليدة التي تحولت بفضلهم إلى ثكنة عسكرية. قالت بعثة المنتخب المصري ان بعض افراد البعثة تعرضت لوعكة صحية نتيجة تناول وجبة الكسكسي الجزائرية وان هذا ربما يكون مدبرا لكن لم يوجه أحد اتهام رسمي. تم منع الصغار في السن من حضور الملعب إلا إذا كان يحمل تذكرة وانتهت المباراة بفوز الجزائر 3-1.

مباراة القاهرة 2009

 

التوتر قبل بداية المباراة في ازدياد حيث قالت المدونة المصرية والناشطة في مجال حقوق الإنسان داليا زيادة بأن المباراة فرصة للتوحد ونسيان الاحتقان الطائفي، المشاكل الاقتصادية، والسياسة. في أكتوبر بدأت حرب إلكترونية بهجوم هاكرز مصريون على موقع جريدة الشروق اليومية الجزائرية وفي المقابل وردا على هذا الهجوم فقد قام هاكر جزائري باختراق موقع الرئيس المصري وجريدة الأهرام. هذا الأمر جعل حكومتي البلدين تدعوان إلى التهدئة. وسائل الإعلام في البلدين عادوا يتحدثون على مباراة سنة 1989 حيث قال رئيس تحرير أحد الصحف أنه قبل يومين من بداية المباراة فإن المصريين يحتفلون كما لو كانوا فازوا بالمباراة بينما صرح أحمد شوبير أن الإشاعات بدأت تتسرب وتذاع علنا عبر وسائل الإعلام.

عندما وصلت بعثة المنتخب الجزائري إلى القاهرة في يوم الخميس الموافق 12 نوفمبر فإن الحافلة التي أقلتهم إلى الفندق تعرضت للرجم مما أدى إلى كسر النوافذ وأصيب 3 لاعبين وإداري. وسائل الإعلام المصرية اتهمت البعثة الجزائرية بتكسير الحافلة من أجل نقل المباراة إلى ملعب محايد. وجهت انتقادات إلى الأمن المصري بأنه لم تكن حمايته ممتازة. في يوم الجمعة ذكرت صحيفة الأهرام بأن اللاعبون الجزائريون وليس المشجعين المصريين هم الذين قاموا بتخريب الحافلة بينما ذكرت جريدة الشروق المصرية المستقلة أن مسألة الاعتداء مفبركة لأن نوافذ الحافلة مكسورة من الداخل إلى الخارج وليس العكس.

ذكرت صحيفة المصري اليوم المستقلة أن مجموعة من الصبية الصغار في السن رجموا الحافلة ولكن اللاعبين الجزائريين استغلوا هذا الأمر من أجل أن يتظاهروا بالخوف والإصابة وتكسير نوافذ الحافلة وتخريب المقاعد بينما ذكرت صحيفة الجمهورية الحكومية أن اللاعبين الجزائريين أهانوا سائق الحافلة وهي نفس إتداعات أحداث 1989 بالقاهرة.

لكن قناة كانال بلاس الفرنسية (+ Canal) عن طريق مراسلها كانت حاضرة مع منتخب الجزائر وبفضله قامت بإنتاج برنامج وثائقي حول حقيقة ما حدث لبعثة المنتخب الجزائري وما تضمنه هاتف رفيق صايفي الشخصي من صور التقطها وقد قال مراقب المباراة والتر غاغ لقد رأينا إصابة خالد لموشية في الرأس، رفيق حليش أعلى العين، ورفيق صايفي في يده.
هذه التقارير أدت إلى زيادة التوتر قبل المباراة حيث وصل إلى ذروته ولم يسبق أن وصل إلى هذا المستوى في تاريخ البلدين.

طالب المتحدث الرسمي عن وزارة الخارجية المصرية حسام زكي وسائل الإعلام في البلدين بتهدئة الأجواء وهذا مطلب حكومتي البلدين.

في نفس أمسية المباراة قام مغني الراي الجزائري الشاب خالد بإحياء حفلة غنائية برفقة المطرب المصري المشهور محمد منير أمام 45 ألف شخص. وصرخ الشاب خالد بأعلى صوته عاشت مصر دولة عربية، عاشت الجزائر دولة عربية.

صرح عضو مجلس إدارة اتحاد مصر لكرة القدم محمود طاهر أن اللاعبين الجزائريين في أمان ولا يعانون من أي إصابة وأن البعثة الجزائرية أساءت للوضع بتخريبها الحافلة من الداخل ونتيجة لذلك فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يتصل بالاتحاد المصري للاستفسار عن ما حدث.
في يوم الجمعة الموافق 13 نوفمبر أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم أن المباراة ستبدأ حسب ما هو مذكور في الجدول مطالبا من الاتحاد المصري والسلطات المصرية أن تقدم ضمانات لحماية البعثة الجزائرية. لعب لموشية وحليش المباراة واضعين رباط على الرأس بينما قال طبيب المنتخب الجزائري ميشيل غيلو بأن اللاعبين لم يكونوا لائقين نفسيا وكان يتوجب على المعنيين تأجيل المباراة.

في ظل الفوضى التي سادت بعد المباراة، ذكرت صحيفة الشروق الجزائرية أنه قد تم قتل 6 جزائريين وقالت ان أحد المناصرين لقن زميل له الشهادة قبل أن يتوفي وهذ ما نفته لاحقا حيث ظهر المشجع في السودان فيما بعد. ولكن السفير الجزائري في مصر عبد القادر حجار نفى هذا الخبر وقال أن 11 جزائري تعرضوا للإصابة فقط و اثارت بعض الأخبار التي تناقلتها الصحف الجزائرية عن احداث عقب مباراة القاهرة سخرية المصريين حيث اصطنعت حوادث درامية كاجهاض جزائرية حامل كانت تناصر المنتخب الجزائري وتعرض جزائريات للتحرش. كما اظهر تسجيل المباراة صورا لمشجعة جزائرية تقوم بعمل حركات بذيئة تجاه الجمهور المصري عقب تسجيل الهدف الثاني قبل نهاية المباراة. بينما أفادت وزارة الصحة المصرية أن 20 جزائري و12 مصري تعرضوا للإصابة. مغني الراب الجزائري المشهور رضا سيتي 16 ادعى عبر يوتيوب أن أخيه تم قتله في القاهرة ولكن صحيفة الشروق الجزائرية نفت هذا الأمر.

هاجم الجزائريون مناطق يقطنها مصريون بالجزائر وشركات مصرية في بلادهم من ضمنها مكتب مصر للطيران الذي تم تكسيره واقتحامه على الرغم

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 82362293
تصميم وتطوير