التريتيوم والديوتيريوم: الطريق إلى القنبلة الهيدروجينية
كشف تقرير حديث نشرته الكاتبة الأميركية كلير م. لوبيز على موقع “نيوزماكس” ونقله المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) عن تفاصيل صادمة حول منشأة “رنگين كمان” (قوس قزح) السرية في محافظة سمنان. هذا الموقع، الذي يمتد على مساحة 2500 فدان في منطقة جبلية قرب إيوانكي جنوب شرق طهران، يمثل اليوم قلب مشروع إيراني متسارع لتطوير الرؤوس النووية والهيدروجينية.
وفق المعلومات، تتركز أنشطة الموقع على استخراج وتطوير التريتيوم والديوتيريوم، وهما مادتان أساسيتان لتعزيز قوة التفجير في القنابل النووية الانشطارية، وشرطان لصناعة القنبلة الهيدروجينية. ما يميز هذا المشروع هو إشراف منظمة الابتكار والبحث الدفاعي (SPND) التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، والتي تدير البرنامج النووي العسكري منذ سنوات، وتخضع لسيطرة مباشرة من الحرس الثوري.
التقرير يؤكد أن النظام الإيراني بدأ منذ 2009 بإعادة هيكلة شبكته النووية بعد انكشاف خطة “أماد”، وأنشأ سلسلة مواقع جديدة في سمنان مثل رادار گرمسار، موقع شاهرود الصاروخي، وموقع سمنان، وكلها تعمل تحت غطاء شركات وهمية للبتروكيماويات مثل “ديبا إنرجي سينا”.
الخبراء الذين جندتهم SPND من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية يعملون بسرية تامة على تطوير تقنيات الاندماج النووي، فيما تخضع المنشأة لحراسة عسكرية مشددة تشمل رادارات ومنظومات دفاع جوي متقدمة.
خداع دولي وصمت المجتمع الدولي رغم الأدلة الدامغة
التقرير يسلط الضوء على أن منشأة “قوس قزح” ليست سوى رأس جبل الجليد في شبكة من المواقع النووية والعسكرية التي تهدف إلى إنتاج رؤوس نووية قابلة للتركيب على صواريخ باليستية مثل “قائم-100” ذات الوقود الصلب والمدى الذي يتجاوز 3000 كيلومتر.
رغم كشف هذه المعلومات في مؤتمر صحفي بواشنطن، ورغم انتهاء مهلة الـ60 يوماً التي منحها الرئيس ترامب للنظام الإيراني لتفكيك برنامجه النووي، لم يشهد العالم أي عقاب أو تحرك حقيقي ضد طهران.
الكاتبة تنتقد صمت أجهزة الاستخبارات الأميركية، التي تواصل التقليل من شأن الخطر، وتؤكد أن التركيز الأميركي ينحصر فقط في تخصيب اليورانيوم، بينما تتجاهل واشنطن تطوير الرؤوس الحربية وتقنيات الإطلاق.
في ظل هذا الصمت، تواصل إيران تطوير برنامجها النووي العسكري تحت أعين المجتمع الدولي، مستخدمةً الغطاء المدني والصناعي كوسيلة للخداع، في وقت يتطلب فيه الوضع توسيع نطاق الرقابة والتحقيقات الدولية لتشمل كل مواقع تطوير الرؤوس الحربية، لا الاكتفاء بملف التخصيب فقط.