السبت الموافق 19 - أبريل - 2025م

مبارك والجلاد

مبارك والجلاد

عماد عنان
مصرنا ولله الحمد مليئة بالمضحكات المتناقضات العاشقات الوالهات،ولكنه ضحك كالبكاء، فحين طالعت حوار المخلوع مبارك مع مجدي الجلاد ودققت النظر في بعض المفردات التي استخدمها المخلوع، وكيفية تعامل الجلاد – الذي من المفترض أن يكون صحفيا لا سكرتيرا – معه ايقنت أن الملايين من الشعب المصري قد تم اللعب بها والضحك عليها فيما أطلق عليه ثورة 25يناير. ليس من المعقول أن يكون هذا حوار بين مسجون وصحفي، وليس من المنطقي أن يدلي مسجون على ذمة قضايا بتصريحات ويعبر عن رؤيته حيال قضايا الوطن، هل من العدل يا سادة أن يجري سجين ولو بدرجة رئيس سابق اتصالات بالداخل والخارج من خلال خط تليفون دولي، في الوقت الذي تموت فيه أمهات المعتقلين على أبواب السجون لرغبتها في رؤية ذويها؟ هل من العدل أن يقبع اكبر فاسد في مصر بشهادة الملايين من مرضى الكبد والفشل الكلوي ومحدودي ومعدومي الدخل داخل منتجع سياحي وفندق خمس نجوم تحت مسمى مستشفى المعادي العسكري والعشرات من المعتقلين بات موتهم أقرب إليهم من الحياة بسبب عدم تلقيهم العلاج والإهمال فيهم؟ عن أي عدل يتحدثون في بلادي؟ وأي أمل ينتظر هذا الشعب الذي بات يتسول العدالة والمساواة في زمن أصبح فيه الظلم ضرورة اجتماعية، والفساد وجبة دائمة على موائد المسئولين. صرخات الأمهات الثكالى والأطفال اليتامى ممن حرموا من أبائهم وأزواجهم وإخوانهم تصدمني وهي تنادي رب العالمين أن ينتقم من الظلمة والمفسدين، ممن تعنتوا في ملاقاة هؤلاء مع ذويهم داخل السجون والمعتقلات لعلهم يتنفسوا أملا يعينهم على الحياة، في الوقت الذي ينعم فيه آخرون في نفس الوضع بمعاملة فوق الوصف وزيارات متبادلة وخدمات ورعاية فندقية سياحية لا مثيل لها. يبدوا أن ” الكوسة ” في بلادي جينات تجري في العروق، لا يمكن التخلص منها مهما تلقينا من مضادات حيوية أو علاج كيماوي، لكننا لا نطلب المستحيل، فقط نريد العدل، فالمساواة في الظلم نوعا من العدل يا قضاة مصر ورجال أمنها، ما الفرق بين مبارك ومرسي وغيرهم من المعتقلين حتى تميز واحدا عن الأخر مهما كانت الأسباب؟ أي قيمة لجمال مبارك والعادلي وغيرهم حتى ترفعهم فوق الآلاف من المشردين داخل المعتقلات؟ على الأقل فهؤلاء المعتقلين لم يسرقوا الوطن ولم ينهبوا ثرواته ولم يفسدوا في كل مجالات الحياة، نريد بارقة عدل تعيد للجميع الأمل في هذا الوطن، لا نريد تمييزا ولا استثناءا، وإلا فلا تحدثني عن شامخ وطالح..فحين تغيب العدالة فلا شموخ ولا صلاح ولا فلاح لهذا الوطن…

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81149106
تصميم وتطوير