بقلم الشيخ محمد الفخراني
القرآن أنزلة الله تعالى علي سيد الأنام وخاتم الأنبياء الكرام عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام فكان من أعظم معجزاته أن أعجز الله الفصحاء عن معارضته وعن الإتيان بآية من مثله قال تعالي ( قل فأتوا بسورة من مثله) وقال تعالي ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) وقال تعالى ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)
وسمي الله تعالى القرآن كريماً فقال ( إنه لقرآن كريم )
وسماه حكيما فقال ( يس والقرآن الحكيم ) وسماه مجيدا فقال ( ق والقرآن المجيد ) فهو النور المبين والحق المستبين لاشئ أسطع من أعلامه ولا أصدع من أحكامه ولا أفصح من بلاغته ولا أرجح من فصاحته ولا أكثر من إفادته ولا ألذ من تلاوته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” القرآن فيه خير من قبلكم ونبأ من بعدكم وحكم ما بينكم ”
اللسان عدل علي الأذن والقلب.
فاقرأ قراءة تسمعها أذنك ويفهمها قلبك ؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد ” قيل يارسول الله
وما جلاؤها ؟ قال: ” قراءة القرآن وذكر الموت ” فمن نشر مصحفاً حين يصلي الصبح فقرأ مائة آية رفع الله له مثل عمل جميع أهل الدنيا ومن قرأ القرآن وهو قائم في الصلاة كان له بكل حرف مائة حسنة ومن قرأه وهو جالس في الصلاة فله بكل حرف خمسون حسنة ومن قرأه في غير صلاه وهو على وضوء فله خمسة وعشرون حسنة ومن قرأه علي غير وضوء فله عشرة حسنات
عليكم بقراءة سورة البقرة وآل عمران وأرتلهما وأتدبرهما أحب إليكم من أن تقرأو القرآن كله بسرعه وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” اقرؤا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا “
فلا خير في عبادة لا فقه فيها ولا خير في قراءة لا تدبر فيها وكان عثمان رضي الله عنه يفتتح ليلة الجمعة بالبقرة إلي المائدة وليلة السبت بالأنعام إلي هود وليلة الأحد بيوسف إلي مريم وليلة الاثنين بطه إلي طسم نبأ موسي وفرعون وليلة الثلاثاء بالعنكبوت إلي ص وليلة الأربعاء بتنزيل إلي الرحمن ويختم ليلة الخميس
وكان عكرمه بن أبي جهل رضي الله تعالى عنه ولعن أباه : إذا نشر المصحف أغمي عليه ويقول : هو كلام ربي فقد كان للسلف رضي الله عنهم عادات مختلفة في القدر الذي يختمون فيه فكانت جماعة منهم يختمون في كل شهر ختمة وآخرون في كل شهر عشر ليال ختمة وآخرون في كل ثلاث ليال ختمة وكان كثيرون في كل يوم وليلة ختمة وختم جماعة في كل يوم وليلة ختمتين
وختم بعضهم في اليوم والليلة ثمان ختمات أربعا في الليل وأربعا في النهار وكان بعضهم يختم القرآن في شهر رمضان ما بين المغرب والعشاء واما الذين ختموا القرآن في ركعة منهم عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير رضي الله عنهم أجمعين
فإذا وافق ختم القرآن أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح وإذا وافق أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي .
وأفضل القراءة ما كان في الصلاة وأما في غير صلاة فأفضلها قراءة الليل والنصف الأخير منه أفضل من الأول والقراءة بين المغرب والعشاء محبوبة وأما قراءة النهار فأفضلها بعد الصبح ولا كراهة في وقت من الأوقات ولا في أوقات النهي عن الصلاة ويستحب الاجتماع عند الختم لحصوله البركة والدعاء يستجاب عند ختم القرآن وإن الرحمة تنزل عند ختمه ويستحب الدعاء عقب الختم استحبابا مؤكداً تأكيدا شديداً ويجب على القارئ الإخلاص في قراءته وأن يريد بها وجه الله تعالى وأن لا يقصد بها توصلا إلي شئ سوي ذلك وأن يتأدب مع القرآن ويستحضر في ذهنه أنه يناجي ربه سبحانه وتعالى ويتلو كتابه فيقرأ علي حالة من يري الله تعالى فإنه إن لم تكن تراه فإن الله يراه وينبغي للقارئ إذا أراد القراءة أن ينظف فمه بالسواك وأن يكون شأنه الخشوع والتدبر والخضوع فهذا هو المقصود المطلوب وبه تنشرح الصدور ويتيسر المرغوب فيه .
وأخيراً اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقه “
وقد جاء في فضل قراءة سور من القرآن في اليوم والليلة فضل كبير منها يس وتبارك الملك والواقعة والدخان ومن قرأ في ليلة إذا زلزلت الأرض كانت له كعدل نصف القرآن ومن قرأ قل يا أيها الكافرون كانت ىه كعدل ربع القرآن ومن قرأ.
قل هو الله أحد كانت له كعدل الثلث والأحاديث كثيرة والله تعالى أعلم بالصواب
وصلي الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
التعليقات