حوار : مروة عسل
لم تعد مشكلة التعليم فى مصر مشكلة خاصة تشغل بال الطلبة وأولياء الأمور بل أصبحت من المشكلات العامة التى تؤرق كل مواطن مصرى لارتباطها بالمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية
فلا يمكن أن ننكر أن التعليم هو حجر الأساس الذى من خلاله يقاس مدى تحضر الدولة أو تخلفها لأنه عن طريق العلم تنهض الأمم، والشعوب كما أنه من يسلك طريق يلتمس فيه العلم يسهل الله له طريقا الى الجنة0
وفى حوارنا هذا تحدثنا مع أ/ فاطمة اسماعيل خضر ” وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الغربية ” عن مشاكل التعليم فى مصر والأراء المقترحة لتطوير التعليم، والبحث العلمى وغيرها من الأسئلة
> بداية ماهى المشاكل الأساسية التى تواجه المنظومة التعليمية فى مصر؟
>> بحكم خبرتى الطويلة فى مجال التعليم التربوى حيث كان أول تعيين لى فى ” مدرسة سمنود الزراعية ” عام 1981 ثم تدرجت وظيفيا الى مدرس أول ثم مدير ادارة التعليم الزراعى ، ثم مدير ادارة العلاقات العامة بمديرية الغربية ، وبعد ذلك مدير عام الشئون التنفيذية لمدة ثلاث سنوات ، وأخيرا وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية … خلال هذه الفترة الطويلة فى المجال التعليمى وجدت أن أزمة التعليم فى مصر تتركز على أربعة جوانب رئيسية وهى ” الطالب ،المعلم، المنظومة الادارية،الاستراتيجية التعليمية ” نظرا لوجود علاقة طردية بين الجوانب الاربعة
فبالنسبة للطالب لا يدرى لماذا يتعلم ، وما هى الغاية من التعليم فأصبح التعليم فى نظره أمر شاق غير مرغوب فيه
أما المعلم فنحن نعانى من ندرة الأكفاء منهم فى مختلف المراحل التعليمية الابتدائية والاعدادية والثانوية فضلا عن افتقاد الكثير منهم للمهارات الأساسية لنجاح وتطوير التعليم كمهارات الاتصال الفعال ، القدرة على الشرح والاقناع ، مواكبة التعليم الحديث فضلا عن التفكير الابداعى وبالتالى أصبح هناك فجوة كبيرة بين المدرس والطالب
أما عن الاستراتيجية التعليمية فكما نعلم اما أن يدرس الطالب مناهج تفوق سنه وعقله أو مناهج قديمة لسي لها قيمة فضلا عن وجود أخطاء علمية فادحة فى الكثير من المواد التى يدرسها الطالب وعدم مواكبتها للعصر الذى نعيشه
وأخيرا المنظومة الادارية تعد الأسوأ نظرا لأختيار الشخص الغير مناسب للمركز الوظيفى وكل ذلك أدى الى انهيار المنظومة التعليمية بأكملها فى مصر
> ما رأيك فى ادخال النظام التعليمى الأوروبى فى منظومتنا التعليمية باعتباره يواكب العصر الحديث ؟
>> بالطبع أنا مع هذه الفكرة لكن هذا سيحتاج الى هيكلة المنظومة التعليمية بأكملها
فلا شك أن النظام المتبع فى الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة نظام عبقرى بكل معنى الكلمة لكن لكى يتم تطبيقة فى مصر سيحتاج لوقت طويل وميزانية كبيرة نسبيا كما لابد ان يكون الشرط الأساسى لدخول الكليات المختلفة ليس مجموع الطالب فى الثانوية العامة بل ميوله فضلا عن اختبارات خاصة للقبول فى الكلية التى يرغب فى الدخول بها
> فى الدول المتقدمة لا يستخدمون البحث العلمى فقط فى الجامعات ولمناقشة رسائل الماجستير والدكتوراة لكن أيضا فى المدارس حيث يعلمون
الطالب كيفية اعداد البحث العلمى فما السبب الرئيسى فى عدم تطبيقه فى مصر؟
>> أوافقك على أن البحث العلمى ضرورى لتقدم التعليم فى مصر وعلى الرغم أنه يحتاج الى ميزانية خاصة لكن ليس من الصعب تطبيقه فى المدارس المصرية
حيث يوجد بالفعل مدارس للمتفوقين تستخدم نظام البحث العلمى فى الدراسة وبالتحديد فى محافظة الاسماعيلية وكذلك لدينا بالغربية حيث بدأنا فى تفعيل هذه الفكرة فى مدارسنا وكان ذلك تحت شعار ” اصنع موهوب تصنع أمة” وأستمر ذلك لمدة ثلاث سنوات لكن توقفنا لبعض المشاكل
الكثير من الاخصائيين الاجتماعيين كثيرى الشكوى بسبب أجورهم المنخفضة فما رأيك فى ذلك؟
بالنسبة للأخصائيين الاجتماعيين فمشكلتهم الأساسية أن المدرسين الكثير منهم يعطى دروس خصوصية وهذا بالطبع يساعدهم على رفع مرتباتهم فى حين أن الاخصائى دخله الوحيد من المدرسة
وبحكم أنى كنت رئيس كادر المعلمين على مستوى المحافظة فأرى أن الحل هو تقنين مسألة الدروس الخصوصية بحيث ينضبط المدرسين فى حضورهم الى المدارس ويتم توزيع المرتباب بشكل عادل
> فى الفترة الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك تم تهميش المواد الدينية سواء الاسلامية أو المسيحية من المنهج التعليمى فضلا عن مواد الموسيقى والرسم والرياضة فلماذا لا يتم اضافتها الى المجموع ؟
>> بالنسبة الى الموسيقى و الرسم والرياضة ليس ضروريا اضافتهم للمجموع لأنها موهبه قد تكون لدى طالب وأخر لا
أما المواد الدينية فمن الضرورى اضافتها الى المجموع كمواد أساسية فكما أن العلم ضرورى لتقدم الأمم والشعوب فالدين أيضا كذلك وبالتالى لابد من التركيز عليها كمادة أساسية لها قيمتها وأهميتها
> ما هى الطلبات الأساسية التى ترغبى فى توجيهها الى المسئوليين لحل مشكلة التعليم فى فترة زمنية وجيزة؟
>> فى الحقيقة مشكلة التعليم فى مصر ليست مركبة بشكل يصعب حله لكنها تحتاج الى تنظيم وتخطيط وتحديد المشاكل الأساسية وذات الأولوية والتى منها:
ضرورة وضع الشخص المناسب فى المكان المناسب
تربية الطالب على أهمية تقدير واحترام المعلم
ايجاد سياسة تعليمية ثابته وواضحة يستطيع من خلالها أولياء الأمور رعاية ومتابعة أبنائهم من الناحية التعليمية
توفير مدارس بفصول مجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة لاراحة الطالب والمعلم
تقنين مسالة الدروس الخصوصية عن طريق تفعيل مجموعات تقوية فى المدارس المختلفة الخاصة والعامة وسواء فى القلرى أو المدن وذلك بأسعار مناسب للطالب فضلا عن الاستعانة بالمدرسيين المحترفيين الأكفاء للعمل فى هذه المجموعات وهذا يكون بتكليف من وزارة التربية والتعليم
عمل لجان لمتابعة حضور المدرسين الى المدرسة بانتظام
عمل مسابقات بين كل ادارات المحافظات لتحفيز كل من الطالب والمدرس
ادخال نظام التعليم الحديث داخل مجموعات التقوية
الاهتمام بالمعلم ماديا ومعنويا ومكافئة المتميزيين منهم
وأخيرا التركيز على الكيف وليس الكم
كل ذلك من شانه أن يساعد على تقدم مستوى التعليم فى مصر بمشيئة الله
التعليقات