الثلاثاء الموافق 06 - يونيو - 2023م

“عيد الشجرة والربيع ونوروز”..عيد عراقي شمولي وليس مناسبة سياسية

“عيد الشجرة والربيع ونوروز”..عيد عراقي شمولي وليس مناسبة سياسية

  العراق/ خالـد النجــار

  منذ نعومة اظفارنا ونحن نحتفل بعيد الربيع ,, وهو عيد الشجرة وعيد نوروز في كل محافظات العراق من شماله الى وسطه وجنوبه ، هكذا كنا ولانزال نعرف العيد الذي تحتفل به باقي الامم في العالم ، فهذا العيد تحتفل به شعوب الارض جميعها وخاصة في الشرق الاوسط وشرق اسيا ،وهنا تختلف التسميات لكل دولة او محافظة او منطقة ! والمناسبة اصبحت عامة .

حيث تحتفل شعوب الارض بهذا العيد باعتباره بداية العام الجديد منذ اكثر من 3000 سنة ، من الشرق الاوسط واسيا الوسطى والبلقان وحوض البحر الاسود والقوقاز وفي دول ومناطق متعددة ،والدول التي تحتفل بهذا العديد الشعبي هي طاجكستان وكازاخستان والهند وقرغيستان والبانيا ومقدونيا ( يوغسلافيا السابقة )! وايران والعراق هي التي اطلقت على هذا العيد بـ ( نوروز) او ( نيو روزـ اليوم الجديد) .. وانتقلت الى شمال العراق وعرفت بنوروز!والمهم عيد بالطبيعة والحياة وليس مناسبة سياسية او قومية او وطنية ؟

حتى اعلنت الامم المتحدة يوم 21 مارس ـ اذاريوما دوليا بناء على مبادرة تقدمت بها الدول التي اشرنا اليها في عام 2010 ,مع ان العراق يحتفل به قبل تلك الدول بعشرات السنين ، وكما قلنا انها مناسبة فرح وعيد وليس مناسبة سياسية ؟!      

 واليوم يحتفل شعبنا العراقي برمته عربا وتركمان والشبك والاكراد وغيرهم من اطياف العراق وامجاده ،وحسب التقويم الفارسي.يعتبر 21من آذار موعد بداية السنة الجديدة،

ويعني اسم نوروز بالفارسية ( يوم جديد) ! ،ويعتبريوما للسلام والحوار والتضامن، والمحبة والفرح وهو تأكيد على حقوق الإنسان وكرامته، ومن أجل تعزيز الاحترام المتبادل الناس ومن أجل حماية الكوكب والعيش في وئام مع الطبيعة ..وتحتفل الشعوب التي شكلت في وقت من الأوقات جزءا من امبراطورية فارس، بيوم نوروز بشكل متشابه تقريبا، إذ تشعل النيران ويرتدي الرجال والنساء والأطفال ملابس زاهية، احتفالا بقدوم الربيع وانتهاء فصل طويل من الشتاء في تلك المناطق.

  عاشت يوم نوروزمع الناس وشاركتهم احتفالهم العفوي الجميل حيث تحدث المواطن خليل ابراهيم من بغداد قائلا: بلا شك ان أبرز تقاليد عيد الربيع او نوروز في العراق هي السفر نحن المناطق السياحية حيث الجبال والسهول والوديان والطبيعة الجميلة ، وخروج الاف العوائل من بغداد ومن محافظات العراق الاخرى الجنوبية والوسطى لغرض السياحة والنزهة والفرح والتمتع بالربيع وتتوجه في رحلات إلى الجبال والمناطق المفتوحة،

حيث يرتدي اخوننا الكرد الملابس الشعبية المعروفة بالوانها الزاهية، وإقامة حلقات الدبكة، والعروض الفنية المختلفة، إضافة إلى إشعال النار،وتحديداً على قمم الجبال. كما ان العوائل جهزت نفسها قبل ايام بشراء المواد الغذائية واللحوم والفواكه والحلويات ، حيث تتوجه بعدها الى المناطق السياحية في عموم شمال عراقنا الحبيب وهي فرحة وسعيدة بان يعم الفرح عموم بلادنا ..

       التقينا كاك ازاد وهو موظف حكومي يقول لـ ( البيأن ): معظم العوائل الكردية هنا في السليمانية بدأت استعداداتها منذ ايام مبكراً للخروج والاحتفال، وكما تعرفون حيث تتجمع العوائل في شارع سالم وسط السليمانية من أجل الاستماع للأغاني والدبكات الكردية المعروفة، وخاصة للمطربين القدماء والجدد، ثم تخرج العوائل لإشعال النيران في الجبال ومنها وأبرزها جبل كويزه،وبيرة مكرون وساره وغيرها من تلك الجبال،

كما يقضي كثيرون اليوم الاول في المصايف والحدائق العامة.. وان هذه المناسبة تُمثل فرحة كبيرة للاحتفال بقدوم الربيع، ولا يقتصر الأمرعلى الربيع والتنزه وعيش لحظات الفرح والابتهاج فقط، بل إن تجمع العائلات والأقارب في هذه المناسبة على مدار ساعات النهار له دور كبير في تعزيز الأواصر بين الأسر وفض الخلافات والزعل فيما بينها في معظم الاحيان، ناهيك عن تأثيراته في الترويح عن النفس.. 

    السيدة بدور من بغداد قالت : لقد انهينا استعدادنا للسفر الى محافظة السليمانية وقضاء عطلة عيد الربيع ونوروز فيها ،انا وزوجي وعائلتي المكونة من 6 افراد ، وقررنا ان نبقى هناك حتى بعد المناسبة وحجزنا في فندق وسط المحافظة لكي نتحرك بسهول للانتقال من منطقة الى اخرى ونستشير بذلك اقاربنا هناك كونهم امضوا اكثر من سنتين في المحافظة ويعرفون المناطق السياحية جيدا ،

كما ان وجود اقارب وعوائل اخرى يعزز اواصر المحبة والتعارف والصداقة فيما بينها ،ولايفوتني ان اذكر بان هناك ايضا مناسبات اخرى مثل عيد المراة وعيد الام حيث تتزامن مع حلول شهررمضان المبارك ونسال الله عزوجل ان يعيده علينا وعليكم وعلى امة محمد صلى الله عليه وسلم بالخير والبركة والسعادة وان يديم علينا جميعا الامن والامان ..

  اما السيد ابو ياسر من بغداد وهو يتوجه للسليمانية فيقول :ان من كثرة سفري والعائلة الى شمال العراق تعرفت جيدا على المناطق السياحية هناك ، كما ان سيارتي هي تسهل مهمة التنقل من اية بقعة سياحية الى خرى ، ونعرف جيدا ان اخواننا الكرد ومن طقوسهم الاحتفال بالمناسبة هو ارتداء الأزياء التقليدية الكردية للنساء والرجال والاطفال والشباب،

وأن اللون الأخضر التقليدي هو اللون السائد لمعظم النساء حتى ان زوجتي قامت بخياطة واحدة من تلك الملابس لترتديها هناك ! وكذلك ابنائي ايضا جهزوا انفسهم بالملابس وجلبوا معه كرة القدم التي يمارسون فيها رياضتهم هناك مع فرح الناس الاخرين بهذه المناسبة وغيرها من مناسبات الفرح العراقي..  

   ولاتذهب بعيدا السيدة ام عمار فتقول: كل مناسبة نتهيا للسفر الى شمال عراقنا الحبيب وخاصة مدينة السليمانية كونها قريبة على العاصمة بغداد ،وتم التهيؤء للسفر منذ ايام ، ولاسيما أنه تزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، إذ اشترينا الملابس والأكسسوارات، وقمنا بتبضع المواد الأساسية للمائدة واحتياجات الرحلة مع الأقارب، وعادة ما نقوم بهذه الاستعدادات قبل مدة، لأن الأسواق خلال العيد تكون مغلقة.. مضيفة: ربما نطيل الرحلة إلى اسبوع من الان، وإن أبرز ما نحتاجه هو الخيمة والوقود والمنقلة والفحم،

بالإضافة إلى ذلك نقوم بتحضير الأكلات العراقية مثل الدولمة والبرياني والشيخ محشي والسمك والمشاوي والكليجة، وغيرها من الأكلات الكردية، فضلاً عن الحلويات و المكسرات والفواكه لتزيين المائدة .

ونبقى ايضا هناك في الجبال قريبا من المياه والانهار العذبة وهيئنا ايضا الخيم الخاصة بالسفر واتفقنا مع اقاربنا الذين يتوجدون قبلنا هناك من اجل اختيار الامكان التي سنخيم فيها وحسب طبيعة الجو من حيث الامطار والرياح..

 السيدة شيرين كردية تسكن بغداد تقول “نحن ننتظر كل المناسبات الجميلة للسفر الى السليمانية لانها مدينتي التي ولدت فيها ، ولكن ظروف عمل زوجي ونقله الى بغداد حيث نقيم”

وفرصتنا ان ننتهز عيد نوروز، للسفر ونرتدي نحن النساء والأطفال على وجه الخصوص الملابس الكردية إذ نضفي طابعاً جميلاً على المناسبة بارتدائنا الثياب الملونة والمزركشة المستمدة من ألوان زهور الطبيعة، بالإضافة إلى الأكسسورات المستوحاة من التراث والاصالة ..وفي هذه لمناسبة نعرف جيدا كلما سافرنا هناك ، نشاهد وعلى الطرق الرئيسية والفرعية الاف العوائل ،وعشرات الأشخاص، يرقصون الدبكة على أنغام موسيقى من خلال اجهزة ومكبرات الصوت الحديثة والمنتشرة في الاسواق العراقية..

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 69411922
تصميم وتطوير