وليد احمد
التغيير سنة كونية وكذا حاجة إنسانية لاشك في ذلك سواء كان على مستوى الفرد أو المجتمع ككل وتكون الرغبة في التغيير ضرورة حينما يتولد شعورا بعدم الرضا عن الوضع الحالي والرغبة في تغييره وقد يكون التغيير للأفضل أو للسيئ.
إذا أردنا أن نتكلم عن مصرفمما لا شك فيه أن التغيير ضرورة ملحة ولإحداث ذلك يتطلب الأمر منا تحديد الدافع للتغيير وهو كما نرى حالة التردي الشديد لكافة جوانب المجتمع خاصة السياسية والإقتصادية منها وأثرها السلبي إجتماعيا وأمنيا داخيا وتداعياتها خارجيا من ضعف وتراجع للدور المصري إقليميا .
الهدف من التغير إحداث إصلاحات حقيقية على كافة المستويات للإرتقاء بالبلد وإيجاد حلول جزرية لكل المشكلات المزمنة في المجتمع وذلك من شأنه وضع مصر في المكانة التي تليق بها .
الوسائل أو طرق التغيير يكون التغيير عن طريق إما مطالبة الحكومة بإحداث الإصلاحات أو بمناشدة المجتمع الدولي للضغط على الحكومة أو قيام الشعب بثورة لإزاحة النظام القائم واستبداله بنظام آخر يحقق طموحاته .
الحقيقة أنه نكاد نتفق على ما ذكر غير أننا سنختلف حول شيء واحد وهو آلية أو كيفية التغيير فمنا من هومؤمن إيمانا جازما بالثورة وآخر يرى الضعط الدولي وثالث يفضل التغيير من خلال النظام القائم عن طريق المعارضة القوية .
إن الحكم علي وسيلة التغيير يكون من خلال النتائج التي حققتها ونسبة النجاح وكذا الخسائر ولكي نحدد الطريقة المناسبة يجب علينا أن نأخذ بعين الإعتبار التجارب السابقة للدول التي حققت التغيير الإيجابي والتقدم لبلدها وكذا أيضا التشخيص السليم للحالة المصرية وما وصلت إليه .
وإذا أردنا أن نأخذ مثالا على الدول التي استخدمت الثورات فنجد أن أهمها الثورة الفرنسية نعم نجحت في تقيق التغيير والإصلاحات التي ساهمت في إحداث التقدم ولكنها أيضا خلفت ورائها عشرات الآلاف من القتلى في صفوف النظام الذي أدي إحداث حالة من الفوضىى والتخريب في البلاد وكذا ظهور حالة من الكراهية بين أبناء الشعب .
أما المثال علي محاولة الإعتماد الإستقواء بالخارج فحدث ولا حرج فنجد السودان وكذا آيرلاندا مؤخرا هل عاد هذا بالنفع أم بالضرر إن المتأمل لحال البلدين اللاتين استقلتا ليجد أنها خسرتا كثيرا وسيتضح ذلك جليا في السنوات القادمة وإن بدت بوادره بالنسبة لجنوب السودان.
أما وسيلة الضعط الداخلية بالطرق الشرعية فنجد النموذج الإنجليزي فقد قام الشعب بإستخدام المنابر الطبيعية والوسائل المتاحة للضغط على الملك لإحداث التغيير والإصلاحات تدريجيا وقد نجح الشعب في تحقيق ذلك من خلال إحسان الإختيار لممثليه عبر الدوائر الشرعية فكان له ما أراد دون إحداث أي خلل في المجتمع ودون إسالة نقطة دم واحدة .
لذا فأنا أفضل النموذج الإنجليزي وأعتقد أن كل ذو لب سوف يهتدي إلى ذلك فلا يمكن أن يكون هناك طريق واضح المعالم وآمن فيترك وآخر غير واضح وغير آمن فيتبع خاصة وقد جربنا مثله .
التعليقات