تتصاعد موجات الغضب الشعبي في إيران بوتيرة غير مسبوقة، وسط انتشار واسع لعبارات “الموت لخامنئي” على جدران العاصمة طهران ومدن أخرى، في مؤشر صارخ على حجم السخط المتراكم تجاه رأس النظام ومرشد الجمهورية الإسلامية.
يعيش الشعب الإيراني اليوم تحت وطأة أزمات متفاقمة من الفقر والبطالة وغلاء الأسعار، إلى جانب حرمان العمال من أبسط حقوقهم في تقاضي الحد الأدنى من الأجور. وفي المقابل، تستمر عمليات النهب والفساد من قبل قادة النظام، من رأس الهرم علي خامنئي، مرورًا برؤساء السلطات الثلاث، وصولاً إلى الأجهزة التابعة لولاية الفقيه والحرس الثوري الإيراني.
وقد زادت فاجعة بندر عباس الأخيرة من حدة هذا الغضب الشعبي، ما انعكس بوضوح على الجدران واللافتات في الشوارع، حيث تكررت الشعارات التي تستهدف شخص خامنئي بشكل مباشر، وتعكس حالة الغليان التي تسود الشارع الإيراني.
وتؤكد مصادر من داخل البلاد أن هذه التحرّكات لم تعد مجرد تعبير عفوي عن الغضب، بل تأتي ضمن موجة متصاعدة من التمرّد الشعبي، الذي طالما حذّرت منه قوى المعارضة وفي طليعتها المقاومة الإيرانية، التي دعت مرارًا إلى إسقاط نظام ولاية الفقيه بوصفه مصدر الفقر والاستبداد في البلاد.
في ظل هذا الواقع، تبدو إيران على أعتاب مرحلة فارقة، حيث لم يعد الصمت خيارًا أمام شعب يعاني من القمع والنهب، بينما تتّسع رقعة الأصوات المطالبة بتغيير جذري يُنهي حقبة القهر الديني ويفتح الباب أمام مستقبل من الحرية والكرامة.