في تطور دولي لافت يعكس تغيّر موازين المواقف تجاه النظام الإيراني، عقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مؤتمراً دولياً كبيراً تحت شعار “نحو جمهورية ديمقراطية”، في مقره القريب من باريس، بمشاركة وفود برلمانية أوروبية رفيعة وشخصيات دولية، وحضور واسع من الجاليات الإيرانية المقيمة في الخارج. وقد أبرز المؤتمر، وفقاً لتقرير نشره موقع EU Reporter، تنامي الأصوات الداعمة للتغيير الديمقراطي في إيران وإنهاء حكم الملالي القمعي.
تميز المؤتمر بتقديم إعلان برلماني جديد وقّع عليه أكثر من 500 نائب من مجلسي العموم واللوردات البريطانيين، يدعمون خطة السيدة مريم رجوي ذات النقاط العشر، والتي تدعو لإقامة جمهورية علمانية ديمقراطية، تضمن المساواة بين الجنسين، حرية التعبير، إلغاء عقوبة الإعدام، وفصل الدين عن الدولة. كما دعا البرلمانيون إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، بسبب دوره في القمع الداخلي والإرهاب الخارجي.
وقد تكررت في كلمات النواب المشاركين، مثل النائب ديفيد جونز والنائب بوب بلاكمان والبارونة أولوين، دعوات صريحة إلى التخلي عن سياسة المهادنة، والإقرار بحق الشعب الإيراني في مقاومة الديكتاتورية، ودعم بديل ديمقراطي منظم وفاعل، ممثلاً في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
قرار حاسم من الكونغرس الأمريكي… في توقيت متزامن
وفي خطوة موازية تضيف بعداً دولياً هاماً لهذا الزخم، أصدر الكونغرس الأمريكي مؤخراً قراراً بأغلبية ساحقة يؤيد نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية، ويعترف بحقوقه المشروعة في إقامة نظام ديمقراطي يحترم الحريات الأساسية وحقوق الإنسان. كما عبر القرار عن الدعم الكامل لخطة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المتمثلة في النقاط العشر، مؤكداً أن الشعب الإيراني يستحق مستقبلاً حراً بعيداً عن القمع الديني والاستبداد السياسي.
يعتبر هذا القرار تحولاً لافتاً في السياسات الغربية تجاه النظام الإيراني، ويعكس فهماً أعمق لفشل استراتيجية الاسترضاء السابقة، وتزايد القناعة بضرورة دعم بديل حقيقي وجذري يُنهي مأساة الشعب الإيراني ويحقق السلام في المنطقة.
أهمية التقاطع بين المؤتمر والقرار الأمريكي
إن التلاقي الزمني والمضموني بين المؤتمر الدولي في باريس وقرار الكونغرس الأمريكي لا يمكن اعتباره مصادفة، بل هو دليل على تشكل إرادة دولية جديدة تتجه نحو تبنّي خيار دعم المقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي شرعي. ففي وقت تتصاعد فيه وتيرة الإعدامات والانتهاكات الوحشية في إيران، وتواصل طهران عدوانها الخارجي عبر ميليشياتها، يرسل هذا التلاقي رسالة واضحة إلى خامنئي ونظامه: العالم لم يعد مستعداً لغضّ الطرف عن جرائم النظام، ولن يقف متفرجاً على قمع النساء والشباب والناشطين السياسيين.
الخلاصة
يشير اجتماع باريس وقرار الكونغرس الأمريكي إلى أن المجتمع الدولي بدأ يُعيد النظر جذرياً في سياسته تجاه إيران. فلم يعد مقبولاً دعم نظامٍ يشنق معارضيه، ويصدّر الإرهاب، ويقمع النساء بوحشية تحت مسمى “قانون الحجاب والعفة”. إن بديل إيران الديمقراطية، الذي تمثله المقاومة الإيرانية، لم يعد وهماً، بل خياراً واقعياً تدعمه برلمانات الدول الكبرى، ويكتسب اعترافاً متزايداً على الساحة الدولية.
لقد آن الأوان لموقف دولي حاسم يدعم مطالب الشعب الإيراني بالحرية، ويُحمّل النظام مسؤولية جرائمه، ويفتح الطريق أمام التغيير الجذري الذي طالما انتظره الإيرانيون.