المستشار محمد منسي .. العشوائيات كلمة تتكرر فى وسائل الاعلام باستمرار، دون ان نجد مَنْ يقدم لها حلا، إذ صارت مرتعا للبؤس والضياع وظروف حياتية لا تصلح لأدمي تخرخ الجريمة، فهي بؤرة تناقضات يندد بها الجميع، ويتاجر أغلبهم بأحلام سكانها البسيطة ويتجنب الخوض مع أشقيائها ، فلا مانع من التكسب من آلام البسطاء وشقائهم. قضية العشوائيات ليست قضية الحكومة وحدها لكنها قضية الشعب كله يجب أن يتعاون الجميع لحلها، فهي من اهم المشاكل التي تواجه المجتمع المصرى ككل، وتعوق مسيرة التنمية، لذا كان قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخصيص مساكن تعاونية بديلة لسكانها خطوة نحو الحل المرجو، وهي خطوة نأمل أن تستكمل بقيام رجال الأعمال بالاسهام في بناء مساكن لهؤلاء الذين يعيشون في أكواخ صفيح حياة لا تليق بأدمي، هو ما يفعله رجل الأعمال والأثرياء في بلدان العالم المتقدم. لقد كان من اهم أسباب ظهور العشوائيات الزيادة السكانية والهجرة غير المنظمة وغير المخطط لها من الريف الي المدينة وعدم قدرة الدولة علي تخصيص استثمارات كافية لإنشاء وحدات سكنية كافية بالإضافة إلي قصور التشريعات والقوانين المنظمة لتقسيم الأراضى. فمشكلة العشوائيات قديمة، إلا أن الاهتمام بها بدأ منذ تسعينيات القرن الماضى لما يترتب علي هذه المشكلة من اثار اقتصادية واجتماعية وسياسية علي درجة كبيرة من الخطورة منها التعدي علي الأراضي الزراعية, انتشار الجرائم والإرهاب حيث تحولت بعض المناطق العشوائية إلى بؤر خطيرة للغاية وأوكار للجريمة بمختلف صورها. ولذلك كان من اهم الملفات التى تبناها الرئيس السيسى هى البدء بتطهير تلك العشوائيات الخطرة ونقل سكانها إلى مناطق جديدة تكون صالحة للحياة الادمية، وحتى لا يقع سكان هذة المناطق بين يدى مجموعة ضالة تسير فى فلك الشيطان تستقطبهم لفعل الجريمة بحجة ان الدولة تعلم بظروفهم وتتركهم يعانون. وتوجيه الرئيس السيسي لاسكان قاطني العشوائيات في بمساكن تعاونية الخطوة الاولى لإعادة تخطيط المناطق العشوائية وتطويرها وتقنين أوضاعها التي لم يشملها التخطيط العمراني فكان من الجيد ان نجد رئيسا يهتم فعلا بمشكلة العشوائيات ويخصص لها اموال ويكلف بها مسئولين. فمشروع القضاء على العشوائييات – من وجهة نظرى – ليس فقط مشروعا قوميا كبيرا، لكنه أيضا مشروع إنساني يضاف بفخر الى مشاريع قومية كبيرة يتبناها زعيم بكل ما تحمل الكلمة من معانى زعيم يعمل من اجل اعلاء راية الوطن وكل الاوطان العربية زعيم يعيد الى الازهان زمن رائد العروبة عبد الناصر.
المستشار محمد منسى