تتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في إيران، مما يكشف عن حالة من الانقسام والارتباك داخل هرم النظام، وسط مخاوف متزايدة من انتفاضة شعبية وشيكة. الصحف التابعة للنظام ونواب البرلمان بدأوا يدقون ناقوس الخطر، ليس بدافع التعاطف مع معاناة الشعب، بل خوفًا من انهيار النظام تحت وطأة الغضب الشعبي. هذه الأزمة، التي تشمل انهيار العملة وانقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار الأدوية، تكشف عن عجز النظام في إدارة البلاد، بينما يلجأ إلى التستر والقمع لإخفاء فشله، مما يزيد من احتمالية التصعيد الشعبي.
عجز النظام: فشل في إدارة الأزمات
يعاني النظام الإيراني من عجز بنيوي في مواجهة الأزمات المتلاحقة. انهيار قيمة الريال، الذي وصل إلى مستويات قياسية، أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، مما جعل حياة المواطنين لا تُطاق. تقارير إعلامية أشارت إلى أن انقطاعات الكهرباء المتكررة أوقفت عجلة الاقتصاد في طهران ومشهد، دون أي جدول واضح من السلطات. كما حذرت تصريحات برلمانية من انهيار النظام الصحي بسبب رفع الدعم عن الأدوية، مما يهدد حياة آلاف المرضى. هذا العجز يعكس فسادًا متجذرًا، حيث يحوّل الحرس الثوري ثروات البلاد إلى تمويل الميليشيات في سوريا ولبنان، تاركًا الشعب يواجه الفقر والحرمان. النظام، الذي يفتقر إلى خطة وطنية لإدارة الأزمات، يحاول إلقاء اللوم على الحكومة أو الغرب، لكنه لا يستطيع إخفاء فشله أمام الشعب.
التستر والقمع: إسكات الأصوات المعارضة
لإخفاء عجزه، يلجأ النظام إلى التستر الممنهج والرقابة الصارمة. الصحف الرسمية، مثل «كيهان»، تروّج لروايات مضللة تلقي باللوم على “التفاوض مع الغرب”، بينما تتجاهل إهمال البنية التحتية. النظام فرض رقابة على وسائل الإعلام، حظر نشر تفاصيل الأزمات، واعتقل صحفيين حاولوا توثيق الاحتجاجات في طهران. كما صعّد القمع عبر اعتقال ناشطين في كرج ومشهد حاولوا تنظيم مظاهرات، وزاد من الدوريات الأمنية لترهيب المواطنين. هذا التستر، المدعوم بحملات تضليل، يهدف إلى منع انتشار الغضب، لكنه يعزز من فقدان النظام للشرعية أمام الشعب.
الخلاصة: شعب يقاوم الفشل بالغضب
الانقسام والارتباك داخل النظام الإيراني يكشفان عن عجزه في مواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. دور الحرس الثوري في تعميق هذه الأزمات يبرز ضرورة تصنيفه كمنظمة إرهابية. الشعب الإيراني، عبر غضبه المتصاعد، يتحدى هذا الفشل، مؤكدًا أن حقوقه لن تُنتزع إلا في الشوارع. هذا النضال يمهد لانتفاضة ستنهي نظام الفساد وتبني مستقبلًا للعدالة والكرامة.
التعليقات