السبت الموافق 19 - أبريل - 2025م

المرأه وأصول جديده في الفكر الإسلامي

المرأه وأصول جديده في الفكر الإسلامي

بقلم المفكر الإسلامي : السيد الفضالي

قال تعالى زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء إذا كان في كل نصوص اللغه العربيه وكتاب الله أن لفظ النساء يعني إمرأه إلا أنه في هذه الآيه لا يعني إمرأه على الإطلاق ؟ وهناك تفاسير بشأن المرأه تحتاج إلى فهم  ووقفه وإعادة نظر وتنقيه .

فالقرآن كلام الله والوجود كلمات الله ويجب عليا عندما أقرأ كلام الله أن أجد مصداقية كلامه في كلماته أي في الوجود وإلا يكون الله غير صادق ولن أقبل إلا بما يرتضيه عقلي من ربي .

نتعرض دائما” لقضايا المرأه العديده من المشككين والمستشرقين باستفسارات تهكميه تطرق آذاننا يوما” بعد يوم بآيات قرآنيه علقت بأذهاننا على ضوء تفاسير التراث ولا نستطيع الرد عليها  وإذا سمعنا ردود الساده الفقهاء وجدنا ردودهم واهيه وغير مقنعه لا يقبلها عقل بحديث متدني وثابت ولا يتغير عن وضع المرأه قبل الإسلام وفي عصور الظلام كدليل” منهم أن الإسلام أنصف المرأه وإذا كانت المقارنه بمقايس عصرنا لوجد أن الإسلام قهر المرأه بالحقوق التي حصلت عليها اليوم مقارنة” بحقوق المرأه في الدول المتقدمه وسلبها حريتها وحقرها فإذا كان التراث هو المقياس للدفاع عن المرأه في كتاب الله نقول لهم يجب أن تفرقوا بين الهروب والمواجهه والمظهر والجوهر  وفروا جهودكم  ووقتكم الذي ضاع هدرا” في الدفاع عن أخطاء واضحه بحجج واهيه إنقلبت عليكم ودكت حصون أوهامكم وذيفكم وتشنجاتكم .

أيها السائرون خلفا” لن تنتصروا في معركه فكريه ولا حجه عقليه فقد إحتكمتم لعصرنا هذا عصر العلوم و التقدم في تفسير كتاب الله بفقه رقت عظامه وذهب وفره وضع لناس القرن الثاني الهجري قبل 1300 عام في مجتمع غلب عليه الطابع الذكوري كانت المرأه فيه سلعه تباع وتشترى .

وإنعكس على كتاب الله بتفاسير أصبحت اليوم عله من العلل التي عاقت حركة المرأه وفتحت باب الإتهام في التنزيل الحكيم بأنه قهر المرأه في الإسلام .

وذهب الساده الفقهاء إلى ما هو أبعد من هذا بكثير ووضعوا المرأه في كتاب الله مع الخيل المسومة  والأنعام أي البغال والحمير والبقر والغنم والماعز والإبل في قوله تعالى زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ آل عمران 14 .

وإنطلاقا” من دور المرأه الأساسي في نمو المجتمعات ونهضتها في العلوم والأدب والفكر والفنون ولكونها مربية الأجيال وتمتلك سلاح الحنان والعاطفه النابع من غريزة الأمومه وتأكيدا” لدورها وفضلها فقد حفظ الإسلام للمرأه قيمتها وقامتها وهامتها  وانطلاقا” من جوهر النص القرآني في قوله زين للناس حب الشهوات من النساء ونقول فيه ما لا قيل في تاريخ الفكر الإسلامي منذ 1300 عام ونقول الآتي :

إذا كان في كل نصوص اللغة العربية وكتاب الله على الإطلاق أن لفظ النساء يعني إمرأه إلا أنه في هذه الآيه لا يعني إمرأه إطلاقا فكيف ذلك ؟

أولا أن لفظ النساء في هذه الآيه حصرا مع كل ما ورد  من لفظ النساء في كتاب الله  ما هو إلا تجناس كامل جاء بتطابق كلمتين في الشكل وعدد الحروف مع إختلافهما في المعنى والمعروف في علم البلاغه بالتجانس اللفظي ولنا أن نضرب في ذلك مثلا” { صليت المغرب في دولة المغرب } فالمغرب الأولى هي الصلاه والمغرب الثانيه هي المملكه العربيه المغربيه .

ثانيا عندما يأتي لفظ  النساء في القرآن يأتي في سياق موضوع يطابق حقيقة من واقع حياتنا الإجتماعيه والإنسانيه فيأتي اللفظ محمول على المعنى بغض النظر عن معاني الكلمات المفرده فعندما تأتي النساء أزواجا للرجال تأتي واضحه في سياق الآيه كوجود موضوعي وإجتماعي كما في  قوله تعالى الرجال قوامون على النساء وقوله تعالى للرجال نصيب مما إكتسبوا وللنساء نصيب مما إكتسبن النساء 32 .. وقوله ( وبث منهم رجالا” كثيرا” ونساء النساء 1 .. وقوله تعالى يا نساء النبي الأحزاب 32 .. وقوله إذا طلقتم النساء الطلاق 1 .. وفي كل كتاب الله يأتي لفظ النساء في سياق موضوع إجتماعي وحتما أن يذكر معه الرجال ؟ وإذا قال الذكر قال الأنثى وها هو المصحف أمامكم وبين أيديكم وإجتهادنُا في هذا هو :

1 ــ إذا كان في قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء وأن النساء المقصودات هن أزواج الرجال فلماذا قال زين للناس حب الشهوات علما بأن الناس هم رجال ونساء معا !! ثم ربطها بالشهوات ؟ ولننظر إلى هذه المعادله والتي مُفادُها كلآتي ( نرمز للرجال بـــ ج ونرمز للنساء بــ س )  الناس = ج + س } أي رجال ونساء .. وبما أن : ج + س + شهوات = معاشره وزواج

شهوات = سُحـاق  إذ  أن : س+ س+ فهـــل يجوز على اللة أن يبيح لنا السُحـاق .

2  ــ ما نريد أن نقوله و إثباته لغويا” أن لفظ النساء في معجـــــم أصــــل اللسان العربي وهو المعجم الوحيد الذي يأتي بأصل المعنى اللغوي العربي قبل وأثناء وبعد نزول القرآن وفيه جاءت معنى النساء كالآتي :

نساء جمع نسيئ والنسيئ هو التأخر وقد وردت بهذا المعنى في قوله تعالى إنما النسيئ زيادة في الكفر التوبه 37 والنسيئ في هذه الآيه هو التأخير كما جاء في جميع التفاسير وهذا ما يتماشى مع سيـاق الآيه التي تقول زين للناس حب الشهوات من النساء آل عمرن 14كوجود موضوعي يطابق واقع الحياه وما يقبله العقل أن الإنسان لديه حب الشهوات فيما تأخر فيه وسبقه إليه الناس ولهذا قال تعالى ذلك متاع الحياة الدنيا وعلى هذا فإن لفظ النساء في الآيه لا يعني إمرأه على الإطلاق وهذا إجتهادي الذي إرتضاه عقلي من ربي .

لكن المتزمتين الذين يرون أن ما قيل حول كتاب الله قبل 1300 عام مازالت سيوفهم على المسلمين حتى الآن ويرون أن ما قيل في القرن الثاني الهجري يجب أن يبقى على رقابنا إلى يوم القيامه أقول لهم هذا اجتهادي وسوف تنكروه فالنفس تأنس لما تهوى وتعشق ما إستقرت عليه ولو تبين أنه الحق أو توسمت الحقيقه وأسوء ما فيكم هو الرفض لكل ما هو جديد ومتطور ومعاصر مع سبق الإسرار على عدم التفكير وإستعمال العقل حتى وإن رفضتم هذا الإجتهاد فقد تحررت المرأه بقامتها وقيمتها وهامتها من سورة آل عمران 14 وتحررت من الأنعام وخرجت من البغال والحمير والبقر والغنم والماعز والإبل .

أيها المتزمتون هذا تأويلي ولست أزهري ولا متخصص في الفقه ولا أزعم أني فارس في ميدانه لكني قدمت العقل على النقل بما إرتضاه عقلي من ربي وما أكثر من فعل ذلك ممن لهم  تاريخ  وإسم  وقلم  وفكر ومنهج  وبحث .

إنتظرونا في اللقاء القادم وأصول جديده في الفكر الإسلامي مع قضايا المرأه المزمنه بكتاب الله في القوامه والتعدديه والوصيه والإرث .

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81149455
تصميم وتطوير