بقلم :حسنى الجندى
لم يعد المراقب للأحداث داخل اسرائيل يتشكك ولو للحظة واحدة بان اسرائيل تتخذ الاجراءات اللازمة للانقضاض والاستيلاء على المسجد الاقصى فى غفلة من تلك الاحداث الهمجية والبربرية المستمرة داخل جميع الدول العربية والتى اطلق عليها مسمى ثورات الربيع العربى الا انها لاترقى لمستوى الثورات الحقيقية التى غيرت وجة العالم قديما وانما هى خليط من الفوضى الخلاقة التى جرى اعدادها بالايادى الامريكية و تتسم بالسفاهة والاسفاف والفوضى اكثر منها بالثورة.
ففى غفلة من تلك الصراعات المستمرة داخل البلاد العربية الممتدة من الخليج العربى شرقا الى المحيط الاطلسى غربا اقتحم المئات من الجنود الاسرائيليين والمئات من المستوطنين الاسرائيليين باحات المسجد الاقصى ودخلوا الحرم القدسى الشريف باحذيتهم فى واقعة لم تحدث منذ سنة 1969 وقد جاءت تلك الاعمال البربرية تنفيذا لدعوات ما يسمى اتحاد منظمات الهيكل التى داومت خلال الايام الماضية على دعوة المستوطنين الاسرائيلين لاقتحام المسجد الاقصى وعلى ارض الواقع شاهد العالم كلة شرقة وغربة عمليات الاقتحام الممنهجة من قبل العناصراليهودية الاسرائيلية والتى تمت فى حماية رجال الامن والشرطة حيث تتواجد بساحات المسجد الاقصى قوة قوامها 300 جندى اسرائيلى من عناصر الشرطة بصفة مستمرة لمحاصرة المسجد القبلى الذى يرابط بة مصلون فلسطينيون لحمايتة من الاعتداءات والاقتحامات التى تتكرر كل يوم على حرمة هذا المسجد .
وقد ظلت محاولات الاقتحام مستمرة لمدة اسبوعين متواصلين من قبل المستوطنين وقد اكد االشيخ عزام الخطيب مدير عام الاوقاف الاسلامية فى القدس الشريف مؤكدا قيام الجنود الاسرائيليين باقتحام المسجد القبلى منتعلين احذيتهم ووصلوا الى منبر صلاح الدين للاعتداء على المصلين لاول مرة منذ عشرات السنين وفى سياق متصل وتعزيزا للافعال الاستفزازية اقتحمت تسيبى خوتوفيلى وزيرة المواصلات الاسرائيلية باحة المسجد الاقصى فى حماية القوات الاسرائيلية ولم يتوانى النائب موشية فيفلين عن اقتحام الحرم القدسى هو ايضا فى حماية جنود الاحتلال ضف على ذلك قيام النائبة ميرى ريغيف رئيسة لجنة الداخلية فى الكنيست الاسرائيلى باقتحام المسجد الاقصى من جهة باب المغاربة وسط حراسة امنية مشددة بالتزامن مع اقتحام اكثر من 20 مستوطن اسرائيلى لباحات المسجد الاقصى واشعال النيران فية .
مما ادى لاحتراق اجزاء ضخمة من المسجد ومن السجاد والستائر والمفروشات وهذا المشهد الذى يطفوا على السطح الان يؤكد بان الحكومة الاسرائيلية قد عقدت العزم على الاستيلاء على المسجد الاقصى بالكامل مستغلة الظروف والاحداث المتلاحقة فى البلدان العربية والتى دبرتها وصنعتها خلال الاعوام الماضية لتدخل المنطقة كلها فى حالة من الاقتتال الغير مبرر للوصول الى السلطة تحت ادعاء الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان و لكى تتفرغ هى لاغتصاب المسجد الاقصى واحتلالة والوصول الى الهيكل المزعوم الذى يبحثون عنة تحت انقاض المسجد الشريف او يقوموا ببناء الهيكل السليمانى كما يتخيلوة على انقاض قبة الصخرة للقضاء على الهوية الاسلامية فى مدينة القدس والمسجد الاقصى تماما وعلى الجانب الاخر نشاهد الصراعات الدموية والحروب الطائفية والقبلية على السلطة فى البلاد العربية تشغل بال الحكام والرؤساء والامراء ولم يعد لديهم اذانا تستمع لشكوى وانين المسجد الاقصى الذى احترقت باحاتة وفروشاتة ووطئت ارضة بالاحذية وتم الاعتداء على المصلين المرابطين بالمسجد امام الراى العام الدولى والمحلى ولم نجد دولة واحدة من الدول العربية او الدول الاسلامية تتخذ موقفا ضد تلك الاحداث الفوضوية الغير مقبولة والمقرونة بالعنف والاعتداء على الحرمات والمشاعر المقدسة للمسلمين حتى انتفاضات الشعوب والمظاهرات الرافضة للهجوم على المسجد الاقصى وتظاهرات طلاب الجامعات والتظاهرات التى كانت تخرج قديما بعد صلاة الجمعة وخاصة فى الجامع الازهر والحسين لم نعد نراها على الفضائيات ولم نعد نرى من يدافع عن حرمة المسجد الاقصى التى تنتهك يوميا والجميع اصبح مشغولا بهموم بلادة والحفاظ على منصبة السامى والحفاظ على استمرار وجودة على قمة السلطة وقد شاهدنا فى الاونة الاخيرة حجم الاعتداءات على المساجد فى كل مكان واقتحامها وهدمها وازالتها فى فلسطين وغزة والعراق وسوريا وليبيا.
مما اعطى للكيان الصهيونى الضوء الاخضر و الفرصة لاقتحام المسجد الاقصى على غرار ما يقوم بة المسلمين انفسهم من اقتحامات ومن هدم وازالة وتخريب لمساجدهم وعلى ما يبدوا فان اسرائيل لم يعد لديها صبرا على اغتصاب المسجد الاقصى وقررت تنفيذ مخططها فى ظل استمرار حالة الفوضى التى تضرب كل البلاد العربية والاسلامية التى صمت اذانها عن استغاثات ونداءات الفلسطينيين والمسجد الاقصى الذى لم يعد لة سوى ربة ليحمية بعد هذا الخوف الشديد والرعب الذى انتاب قادة العرب والمسلمين فلم يوجهوا اللوم او العتاب للدولة المعتدية نظير قيام مواطنيها وجنودها بتد نيس المشاعر والمقدسات الاسلامية الشريفة واقتحام الحرم القدسى والاعتداء على المصلين.
التعليقات