Site icon جريدة البيان

الرئيس السيسي يوئد الفتن عن دير كاترين ويعلنها من اليونان مصر أرض التسامح

جاسمين مختار 

 

 

أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب زيارته لليونان في كلمته مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بمقر رئاسة الوزراء في أثينا ، إلي وجود شائعة هدفها إفساد العلاقات التاريخية الراسخة والصديقة بدولة اليونان ، حيث إنتشر أقاويل تزعم توجه الحكومة المصرية لهدم دير سانت كاترين التاريخي وطرد الرهبان اليونانين منه ..

 

ومن جانبه وأوضح الرئيس السيسي أنه في مصر خلال العشر سنوات الماضية ، كان يقدم إحتراماً شديداً ليس فقط للآخرين وإنما للتعدد والتنوع الموجود في النسيج الإنساني علي أرض مصر، وقدم ممارسات تؤكد ذلك ويسعى إلى ترسيخه بين المواطنين، لذا فإنه أنزعج بشدة عندما تردد بأن مصر يمكن أن تقوم بإجراء سلبي تجاه دير سانت كاترين، لأن هذا يتعارض مع ثوابت مصر وتسامحها..

 

ومن جهة أخري ذكر الرئيس على سبيل المثال إلى أنه عندما قام المتطرفون بحرق ٦٥ كنيسة، قامت الدولة بإعادة بنائهم، ومن الجدير بالذكر فإن الدولة تقوم ببناء كنائس في كل حي، ولو كان بمصر مواطنون يهود فإن الدولة كانت ستبني لهم معابداً ، كما أكد بأنه لن يسمح بالعبث في العلاقات مع اليونان بسبب ما يتردد بشكل مغرض عن دير سانت كاترين، ويشدد علي إلتزام الدولة المصرية بالتعاقد ما بين الدير والدولة وهو تعاقد أبدي لن يُمس، خاصة وأن الدير يحتضن رفات قديسة عظيمة هي القديسة “كاترين” ، ويشدد بأنه قد حرص علي توضيح ذلك الأمر بنفسه لدحض الأقاويل المغرضة…

 

وتعود تلك الشائعة لأكثر من ٥ أشهر حينما نشر موقع “الصفحة الأولى” الإلكتروني تقريراً مفبركاً عن مقاضاة الحكومة المصرية لرئيس دير سانت كاترين أمام المحكمة في الدعوى رقم 24 لسنة 2015 بشأن طرد جميع من في الدير، وتسليمه وما عليه من مبانٍ للدولة المصرية، وذلك وفقاً للموقع، وإعتبار هذه المباني تعويضاً عن إستغلال المكان المدة الطويلة الماضية لأكثر من 15 قرناً من الزمان..

 

“فما هو تاريخ دير سانت كاترين” 

 

تأسس في القرن السادس الميلادي بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول في الفترة ما بين 548 و565م وهو الدير المسيحي الأقدم الذي حافظ على وظيفته الأساسيّة ، يُعرف هذا الدير، الذي يضم مناطق ومعالم متنوعة، بإسم دير القديسة كاترين، واسمه الفعلي هو “دير الله المقدس لجبل سيناء”، وبُني لإيواء الرهبان الذين كانوا يعيشون في شبه جزيرة سيناء منذ القرن الرابع الميلادي ..

 

هذا ويقصده مؤمنون بالرسالات السماوية الثلاث بسبب تجلي” الله عز وجل” فيه “للنبي موسى” ، وما يجذب السياح من جميع أنحاء العالم فهو موقع يجمع بين التاريخ والدين، ويُعَد من أهم معالم السياحة الدينية في مصر..

 

“فما هي أهمية الدير ولماذا مستهدف بشائعات دولية” 

 

في عام ٢٠٠٢م صنفت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة والفنون (اليونسكو) دير سانت كاترين “الدير المسيحي الأقدم الذي حافظ على وظيفته الأساسيّة”، ويضم الدير أماكن متعددة، أهمها كنيسة “تجلي السيد المسيح”، والتي أنشأت بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان، وبها باب خشبي ضخم مكوَّن من مجموعة من النقوش والزخارف الدقيقة ، وتضم كنيسة التجلي في حد ذاتها تسع كنائس أصغر، إحداها الكنيسة المحترقة التي ورد أن “الله عز وجل” تكلّم منها مع “النبي موسى”، كما يوجد في كنيسة التجلي تابوت خشبي يضم جثمان “القديسة كاترين”، ومنقوش عليه نقوش رائعة..

 

“مكتبة الدير الأثرية” 

 

إلى جانب الأهمية الدينية يحتوي الدير على مكتبة تضم ثاني أكبر مجموعة من المخطوطات الدينية بعد الفاتيكان، تشمل نصوصاً من القرن الرابع الميلادي بلغات قديمة عديدة مثل اليونانية والسريانية والعربية، وتقترب عدد المخطوطات فيها من 6 آلاف مخطوطة حول مواضيع مختلفة، بما في ذلك الدين والتاريخ والجغرافيا والفلسفة، يرجع تاريخ أقدمها إلى القرن الرابع الميلادي، كما بدأ مشروع لحفظ المكتبة، وإنتهى في نوفمبر عام ٢٠١٧م ..

 

“الوثيقة النبوية أو العُهدة المقدسة”

 

تعتبر من أهم الوثائق الموجودة بدير سانت كاترين حيث ترجع أهميتها لأنها تؤكد زيارة “الرسول محمد صلي الله عليه وسلم” إلي أرض سيناء المباركة وإثبات صحة الرواية التي شكك كثيرون بها عن زيارة “سيدنا محمد رسول الله” في “رحلة الإسراء والمعراج” إلي جبلي التجلي وصلي ركعتين عليه ثم قابل رهبان الدير وقدم لهم الوثيقة النبوية أو عهد الأمان لأهل الكتاب من “رسول الله صلى الله عليه وسلم”..

 

فهو علي الصلاة والسلام يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم ومقدساتهم والمحفوظة صورة منه بمكتبة دير سانت كاترين بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند فتحه لمصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية وهى أول وثيقة تضع نظاماً لحرية الإدارة الكنسية بكل أنواعها سواءاً فى الأسقفية أو الكاتدرائية أو المطرانية الخاصة بالأديرة أو حتى المتعبد داخل صومعته وحددت ذلك بوضوح ” لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته “..

 

كما أنها وضعت أسس لحماية المقدسات المسيحية والمساعدة فى ترميمها بمنع التعدى على المقدسات المسيحية ولو تهدمت هذه المقدسات نتيجة عوامل أخرى يحظر على المسلم إستخدام أحجارها فى بناء المساجد ومنازل المسلمين مما يعنى تركها لإعادة إستخدامها فى أعمال الترميم “ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم ولا يدخل شئ من بناء كنايسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين” ..

 

“شجرة العليقة الشجرة المباركة” 

 

هى الشجرة التى ناجى عندها “نبى الله موسى ربه”، وتعد واحدة من أهم المعالم السياحية الروحانية في سانت كاترين ، وشجرة العليقة الحالية بالدير أصلها داخل الكنيسة وأغصانها خارجها ،وهذا النوع من نبات العليق لم يوجد في أى مكان آخر إلا في سيناء، وهى شجرة غريبة ليس لها ثمار وخضراء طوال العام، كما فشلت محاولة إعادة إنباتها في أي مكان فى العالم ، كما تلقب “بشجرة موسي” أو “شجرة العليقة المقدسة” فهي غير قابلة للإستنساخ وكلما حاول البعض ان يزرع مثلها لم تنبت حتي عندما تم أخذ بذرة منها وتم زرعها بجوارها ، فلم تنبت فهي شجرة مباركة غير قابلة للإنتشار و منفردة بها مصر فقط ، ولا يدخل هذه الكنيسة أحدا إلا ويخلع نعليه خارج بابها إقتداءاً “بنبى الله موسى” عليه السلام الذي لبي نداء ربه وخلع نعليه ، فقال عز وجل ..بسم الله الرحمن الرحيم “وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) .. صدق الله العظيم ….

 

 

 

 

 

Exit mobile version