بقلم/ ابراهيم عارف

توقفت فترة طويلة عن الكتابة .. ربما لأنى لم أكن راضيا بشكل أو بٱخر عن كيفية تعامل الدولة مع الشعب بجميع طوائفه.. نعم أعترف انني توقفت اعتراضا علي السياسات التي يضعها الاشخاص بما في ذلك الحكومات المتعاقبة التي رأيت و لا زلت أري انها لا حول لها ولا قوة في مواجهة الدولة .. فالحكومة ليست هي الدولة و ليست هي النظام .. الحكومة مجرد مجموعة من الافراد الذين يعملون لدي الدولة .. يخافون من اغضاب الدولة و الرئيس بالتالي .. فالوزير لا قرار له الا قرارات تسيير الاعمال .

والأن .. وعلي خلفية اصطدام حاملة الطائرات الامريكية في بور سعيد بناقلة تجارية مصرية .. فالظاهر فانه من العادي بل و العادي جدا ان تصطدم سفينتين بالبحر و لكن في ظل الظروف و التوترات التى تشهدها العلاقات المصرية الامريكية علي خلفية رفض التهجير و تصفية القضية الفلسطينية علي حساب مصر و الاردن ثم نفاجأ بحاملة الطائرات التي تصطدم بسفينة تجارية علي سواحل مصر فاننا امام حادث مصطنع .. نعم حادث مصطنع ليعرف العالم ان هناك تهديد لمصر و يحاول الامريكان هنا الابقاء علي ما تبقي من كرامة مهدرة امام العالم بعد موقف مصر من قضية التهجير .. و حتي تنتهي اثار الحادث يجب ان تتوقف ناقلة الطائرات علي سواحل بورسعيد و هو ما يمثل تهديد للامن القومي كلما طالت فترة بقاءها .. و بالتالي تستقبل مصر رسالة التهديد التي تريد امريكا ان تبعث بها …

لا يمكن ان نقلل من عقل السيسي فهو ليس كأي رئيس ٱخر و هذه حقيقة .. رضينا ام أبينا .. اتفقنا أم اختلفنا .. أن السيسي يتعامل مع ملف التهجير بثبات لا يتخيله عقل ..كنت اظن انه سيذهب الي امريكا و يتقبل ما يفرضه عليه ترامب ولكن قراره بعدم السفر كان بداية الاستقلال الوطني و رفض الوصاية و خلق حالة من التعامل بالمثل ..

لقد فهم السيسي شخصية المتخبط ترامب .. ممثلا للراسمالية المتوحشة التي تدير امريكا .. لا تعرف سوي صفقات المال .. تلك اللعبة التي يجيدها اليهود في كل زمان ومكان

نعم لقد فهم السيسي تلك العقلية و تعامل معها بنفس الطريقة .. فالسيسي ولأول مرة منذ جمال عبد الناصر يعارض قرارات امريكا و يرفض التعامل مع سياسة فرض الامر الواقع او قبول التهديد

الان مصر مختلفة في قراراتها الخارجية بما يحقق الاصطفاف الشعبي رغما عن الجميع .. المعارض و الحكومي .. المستفيد من النظام وغير المستفيد ..الشيوعيون و الماركسيون و الاخوان و السلفيون .. الناصريون و الوفديون .. الجميع اتفق علي اهمية دعم قرارات السيسي و تاييدها طالما استمرت في دعم اهل غزة و الحفاظ علي وحدة التراب المصري ..
و الان بكامل رغبتي اعاود الكتابة..