تقرير محمد حمام
تعد مصر دوله محوريه بالشرق الأوسط مما يجعل لها تأثير في تشكيل النقاشات وصياغة المواقف الدولية تجاه القضايا الدولية ،وعندما تتبنى مصر ملف حيوي يؤدي ذلك الى جذب انتباه الراي العام العالمي، مما يشكل نوعا من التعاطف مع هذا الرأي ،وكذلك فهم الدول النامية، ويتم منح مصر فرصه توضيح وجهات نظرها مما يعكس ذلك تأثير على الاعلام والسياسة الدولية ومساهمة مصر في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يؤكد مصداقيتها وينعكس ذلك على التغطيات الإعلامية و الصحافية مما يشكل وعى الجمهور
وهذا العالم الذي يشهد تدفق من المعلومات أصبح الرأي العام شريك فى السياسة الدولية ولهذا فان قدرة أي دولة على تاثير في الراي العام تتطلب مهارة توظيف ادوات الدبلوماسية والإعلام الرقمي والدبلوماسية الثقافية وتتمسك مصر أولويتها في الحفاظ على أمنها القومي والحفاظ على مكانتها الإقليمية وهذا لا يثني مصر عن دورها في تدعيم سياسة القانون والتسوية السلمية للنزاعات
وتستخدم الدبلوماسيه المصريه منصات التواصل وسائل الإعلام الدولية لإيصال موقفها وتفنيد الدعاية السلبية أحيانا وتلعب مصر دورا في مؤتمر عدم الانحياز في صياغة توازن دولي جديد ليعبر عن مصالح الدول النامية استخدامات مصر مكانتها حجز الدعم الإنساني لفلسطين تواصلت في اتفاقات تهدئة بين غزة واسرائيل قدمت مصر وثائق قانونية وفنية توضح حقها المائي سلطت الضوء على الهجرة الى أوروبا وكذلك دعت إلى استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب وتقوم مصر بزيادة الكفاءات الجهات الدولية لتعزيز مكانتها وارتكزت استراتيجية مصر الخارجية على الحضور النشط والمتوازن في المنظمات الدولية وهذا الحضور لم يكن رمزيا بل كان امتداد لتاريخ دبلوماسي عريق .
ترى دكتوره سارة كيرة، مؤسس ومدير المركز الأوروبي الشمال أفريقي للأبحاث
المجتمع الدولى يشهد على رزانة مصر فى الملفات الدولية الشائكة
لا يغفل المجتمع الدولي عن مجهودات مصر العظيمة في المحافل الدولية، وقدرتها على الحشد الدبلوماسي في أروقة كبرى المنظمات الدولية للتقاوض والمشاورة في اهم القضايا المصرية وقضايا الشرق الأوسط. كما يشهد المجتمع الدولي على رزانة المواقف المصرية ووضوحها وإصرارها على اقرارالسلام المستدام في المنطقة.
ولعبت دورًا محوريًا في العديد من المنظمات العالمية مثل الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأفريقي.
وقد ساهم هذا الحضور النشط في تعزيز مكانة مصر كقوة دبلوماسية وثقافية وسياسية، مما أثر بشكل كبير على الرأي العام العالمي، سواء من خلال الدفاع عن القضايا العربية والأفريقية، أو تعزيز قيم السلام والتعاون الدولي.
كما تعد مصر من الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة، وقد ساهمت بشكل فعال في صياغة العديد من القرارات الدولية، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ونزع السلاح، وقضايا التنمية. كما شاركت مصر بقوات حفظ السلام في العديد من النزاعات حول العالم، مما عزز صورتها كدولة تسعى لتحقيق الاستقرار العالمي.
مواقف واضحة لمصر تجاه القضايا العربية أمام المجتمع الدولى
والدلائل على الدور المصري في التأثير على الرأي العام العالمي من خلال اهم المنظمات الدولية، هو دورها في الوساطة لوقف إطلاق النار ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حيث توسطت مصر مع مفاوض عنيف ليس لديه اي شرف ولا إنسانية. ونجحت مصر في حشد رؤوساء الدول الغربية لتأييد حل الدولتين ولفت أنظارهم للجرائم البشعة التي يقوم بها المختل في قطاع غزة من تدمير وقتل.
ونجحت مصر بالفعل في تحقيق هدنات مؤقتة وضغطت لدخول المساعدات لقطاع غزة وأجبرت الإعلام الدولي على الالتفات للحدث ووضحت الموقف للعالم أجمع على معبر رفح. ولا تزال القاهرة تلعب دورًا رئيسيًا في المحادثات الجارية لوقف الحرب بشكل دائم.
وبجانب تيسير الحملات لمساعدة غزة بالتنسيق مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر المصري، وانشاء مستشفى ميدانيًا داخل غزة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، قامت مصر بمجهودات دبلوماسية عريقة، حيث قدمت مشاريع قرارات في مجلس الأمن تطالب بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، رغم استخدام الولايات المتحدة الفيتو ضد بعضها.
وشاركت في جلسات طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث دعت إلى حل الدولتين ووقف التهجير القسري للفلسطينيين. وأيدت قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر 2023 الذي يدعو إلى هدنة إنسانية.
وعلى المستوى العربي؛ عقدت مصر قممًا طارئة لجامعة الدول العربية، حيث تم التنسيق بين الدول العربية لموقف موحد ضد العدوان على غزة. كما دعت إلى مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين. وعلى المستوى الإفريقي؛ نجحت مصر في حشد دعم أفريقي للقضية الفلسطينية، حيث أصدر الاتحاد الأفريقي بيانات تدين العدوان وتطالب بوقف الحرب.
وأعلنت مصر عن خطة لإعادة إعمار غزة بعد الحرب، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. كما طرحت فكرة إنشاء ممر إنساني دائم يربط مصر بغزة لتسهيل دخول المساعدات وإعادة الإعمار. وللحفاظ على أمنها القومي واستقرار المنطقة، أعلنت مصر رفضها القاطع لأي مخطط لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وحشدت دعمًا دوليًا ضد هذه الفكرة. كما حذرت من مخاطر “التطهير العرقي” في خطاباتها بالأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وختاماً، لا تكفي الكلمات للتعبير عن دور مصر التاريخي والفعال والرزين في الحفاظ على قضايا أمنها القومي وحشد الرأي العالمي لصالحها سواء على مستوى المنظمات الدولية او الاعلام او مستخدمة قوتها الناعمة. فلمصر تاريخ عريق وحاضر مضئ بمجهودات تدعو إلى الفخر والاعتزاز في فنون الدبلوماسية.
التعليقات