حازم سيداحمد
حينما تصفحت جريدة البيان وجدت مقالا جميلا وسبب جماله حقيقة كلماته وبساطة أسلوبه وكان بعنوان “كلنا فاسدون” للأستاذة نجيبة المحجوب رئيس مجلس إدارة الجريدة وعندما فكرت فى حقيقة المقال وجدت نفسى أكتب عن سبب كلنا فاسدون ولماذا هذا الفساد الذى نقع فيه جميعا ؟ فلا أجد سوى عنوان لمقالى هذا وأرد وأجيب بعنوان التربية فى الإسلام .
لقد قدم الإسلام للبشرية بناءا تربويا متكاملا وتظهر خصائصه فى آيات القرآن الكريم ، وأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وسير صحابته والتابعين فأين نحن من كتاب ربنا وأحاديث رسولنا وأفعال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،ذلك أن الإسلام ليس مجرد مجموعة عبادات أو طقوس ، وليس مجرد سجل لبعض التشريعات ، أو التعاليم الدينية ، وإنما الإسلام طريقة شاملة للحياة وذلك مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا … كتاب الله وسنتى يهدى الناس فى دنياهم إلى أشرف أنواع الحياة ، ويؤهلهم ويقودهم إلى العمل والبناء والصدق مع النفس .
حيث أن الإسلام لم يقدم لنا نظرية تربوية فى صورة تعليمات صريحة وخاصة بتربية النشىء أو صورة لنظام تعليمى معين له أغراضه وأهدافه الخاصة وإنما الإسلام هو نظاما كليا من حيث كونه منهج حياة للصغار والكبار للذكور والإناث ويتعدى حدوده وحدود تعاليمه الزمان والمكان وكذلك هو نظام يتدرج تحته نظام للتعليم ونظام للاقتصاد ونظام للأخلاق ونظام للمعاملة والتعامل وهذه النظم وغيرها قد تختلف فى أشكالها أو أساليبها أو محتواها من وقت لأخر ولكنها جميعا تستظل بظل الإسلام فبين الإسلام أنه منهج حياة تأخذ من أصولها وتستلهم منه مبادئها وغاياتها .
ولذلك فإن التربية الإسلامية لا يمكن فهمها إلا بإدارك الإطار العام للنظام الإسلامى كله ولا يمكن استخلاصها إلا باستقراء آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فهما المصدران الأساسيان للإسلام مع وجود مصادر أخرى مستاقة منه كالقياس والاجتهاد والاستحسان والمصلحة المرسلة والعرف الجارى …إلخ وبهما وبهذه المناهج تتحدد معالم الطرق لمختلف جوانب النشاط الإنسانى فى الدنيا والآخرة فأين التربية الإسلامية فى مدارسنا وحياتنا ؟!
فجزى الله تعالى الكاتبة خير الجزاء على هذه اللفتة الكريمة وأعانها دائما على تقديم كل جديد نافع .
التعليقات