كتب : أمير أحمد عبدالله
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ) مأساة إنسانية تعيشها دارأحباب الله لرعاية الأيتام التى تمتلكها كاميليا العربى شقيقة وجدى العربى ، تبدأ الأحداث برسالة على هاتفى فى منتصف الليل كشفت ما يحدث فى دور الأيتام الخاصة والتى أصبحت تابعة لوزارة التضامن بعد أن تحفظت عليها فتلهفت لمعرفة ما يحدث وتتبعت صاحبها لمعرفة الحقيقة المُرة خاصة بعد أن تم القبض مؤخراً على شبكة تجار الاعضاء البشرية التى ضمت أطباء ورجال لا يخافون الله ولكن من هؤلاء الأشخاص الذين استغلوهم لمصلحتهم وما هى المصلحة من وراء ذلك ؟ هذا ما تكشفه السطور القادمة بعد رحلة لمنطقة الامتداد بحلوان والتى يقيم بها أبناء دار أحباب الله بعد طردهم من الدار الأصلية بزهراء المعادى بحجة الأزمة المالية وأخلاق الأيتام السيئة والتى تحولت من مأوى لتربية الأيتام ورعايتهم إلى دار للفوضى والإهمال بعد أن سعى عصابات وتجار الأعضاء والخارجين عن القانون استغلال أبناء الدار لضيق حالهم نتيجة الإهمال بعد طردهم .
ذهبت إلى دار أحباب الله ربما انتابنى قليل من الخوف ولكنى وجدت عكس ذلك فقابلنى أبناء الجمعية بكل سعادة وكأنهم وجدوا من سينقذهم مما يحدث خاصة وأن الإدارة الحالية للجمعية تمنع وصول ما يحدث لوسائل الإعلام وجلست مع أحدهم وأكبرهم الذى رفض ذكر اسمه قائلاً:
أن جمعية أحباب الله تعد من أكبر وأغنى الجمعيات فى مصر وأعمل موظفاً بها بعد الأزمة بعد أن تركهتا كاميليا العربى ووجدى العربى مشيراً إلى أن الجمعية كانت متكاملة ولم نتأثر بأى شئ أثناء فترة تواجدهم .
وأشار إلى أن الجمعية بعد أحداث 30 يونيو تسيست وتم تصنيفها على أنها تابعة لجماعة الاخوان خاصة بعد أن أشيع ان وجدى العربى كان يقوم بإرسال الأطفال إلى اعتصام رابعة مؤكداً على أن هذه الأقوال عارية تماماً من الصحة هذا بالاضافة إلى وجدى العربى لم يكن متواجداً بصفة دائمة فى الجمعية وكانت كاميليا العربى هى المسئولة عنها وخرجت من مصر قبل فض اعتصام رابعة بيومين وتركت الجمعية ثم بعد ذلك تحفظت وزارة التضامن على الجمعية وعلى أموالها وعلى كل شئ يخص الجمعية مما دعى مشرفى الدار إلى تركها بسبب عدم وجود مرتبات فضلاً عن تخفيض العمالة مشيراً الى ان الدار تعتمد حاليا على التبرعات .
وتابع ان الإدارة الحالية قامت بفصل الأولاد وهم قصر من الجمعية بحجة البعد عن البنات وعددهم 120 ولد وذلك قبل بلوغ سن الرشد دون عائل لهم مما يجعلهم عرضه لأى حادثة او العمل بأى شئ مُخل كالسرقة مثلاً مؤكداً على أن هناك عصابات وتجار أعضاء وأشخاص خارجة عن القانون وأحزاب تحاول استغلال الأيتام لضيق حالهم .
ونتيجة لما سبق كان هناك أحد من أبناء الدار وهو خارجها الأن ويدعى س.ح 24 عام ومقيم فى منطقة صقر قريش وعلى صلة بأحد سماسرة الأعضاء البشرية وكان يأخذ مبلغاً من المال او المخدرات مقابل الرأس الواحدة التى يأتى بها لتاجرالأعضاء حيث قام المذكور بإغواء احد أبناء الدار ويدعى م.ص والذى وافق على بيع كليته وقبل التبرع ذهب المتبرع إلى قسم قصر النيل بعد ان ذهب لمستشفى القاهرة الفاطمية وقابل المتبرع له الذي يريد أن يأخذ الكلية مقابل 5000 جنيه ووافق المتبرع لكى يتزوج ولكن لولا أخوته فى الجمعية لفقدوه وفقد نفسه وقاموا بإيداعه فى مصحة المدمنين لتعاطيه المخدرات قبل موعد العملية وهو حالته مستقرة الأن مشيراً إلى أنه كيف يكون لشخص يبلغ من العمر 20 عام توافق له ادارة المستشفى ومأمور القسم على عملية التبرع دون ولى أمر .
وتابع ان هذه لم تكن الحالة الأولى بعد عامين من الحالة الثانية وكانت لشخص يدعى ع.ف تبرع أيضاً بكليته بمبلغ 25 ألف جنيه وتزوج بعد ذلك بعد أن وعدته أحد الأشخاص بالتبنى والاهتمام به ولم يقف الأمر عن هذا الحد بل استغل المذكور فى فترة تبنيه فى أن يتبرع بكليته لإبنته ولم يعلم بأن هذا الأمر سيضره أو أن هذه أمانة من الله سيحاسب عليها ولكن لا لوم عليه خاصة وأن المخطئ هنا المجتمع والوزارة مشيراً إلى أننا قمنا بإبلاغ الوزارة عما يحدث وكأنها لم تسمع ما حدث مؤكداً على ان الوزارة لا تهتم بالجمعية مطلقاً بعد أن أصبحت تابعة لها مشيراً إلى أن الوزارة تقوم بإصدار أمر خروج للأيتام قبل بلوغ السن القانونى بدون ضامن او ضمانات أخرى بحجة ان التكاليف زائدة وعدم وجود إمكانيات مشيراً إلى أننا كأيتام لم نجد أهلنا أو كما جئنا من الشارع نخرج أيضاً إلى الشارع ونكون عرضة لأى شئ .
وأضاف أنه كان هناك أشخاص فى ملعب السياسة كانت تستغل بعض الأيتام لنزول المظاهرات مقابل مبلغ يتراوح من 20 إلى 400 جنيه ولكن تم القبض على هؤلاء وهناك من أخذ أحكام قضائية بسبب عمليات الإغواء القذرة التى أجبرت بعض الأيتام السير فى طريق الضياع .
وتابع اننا كيتامى لم نجد من ينصحنا ويحنو علينا ولكننا نعتمد على الله وعلى بعضنا البعض كأخوة مشيراً إلى أن من فكر في بيع اعضائه كان بسبب ضيق الأحوال وضيق الظروف مشيراً إلى اننا كأيتام نعانى من نظرة المجتمع لنا والذى يعتبرنا لقطاء لا أهل لنا على الرغم من أن جزء كبير منا مجتهد ومتعلم ويعى كل شئ وان هناك أيضاً قلة أضاعت نفسها بسبب الظروف مشيراً إلى أننى أحد أبناء الدار ويتيم مثلهم وأخوهم الأكبر فإننى أبحث لهم عن التبرعات نتيجة عدم اهتمام الوزارة بنا والاهتمام بمستوى تعليمهم أيضاً حتى لا يتعرضوا للإهانة مشيراً إلى أن الدولة أيضاً تعاملنا بلا حقوق وليس لنا حق الالتحاق بكليات الجيش أو الشرطة وأننا أيضاً نعيش بأسماء وهمية .
وعلى ما سبق أتساءل هل سيتحقق ما يحلم به أبناء دور الأيتام ويعاقب المسئول عن ذلك الإهمال .. هذا ما سنعرفه خلال الأيام المقبلة .
التعليقات