الثلاثاء الموافق 24 - يونيو - 2025م

إغلاق مضيق هرمز.. إيران تدفع بالعالم إلى حافة الانفجار

إغلاق مضيق هرمز.. إيران تدفع بالعالم إلى حافة الانفجار

متابعه محمد عليوة

في تطور خطير وغير مسبوق، وافق البرلمان الإيراني رسميًا على قرار إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، في خطوة تصعيدية جاءت ردًا على القصف الأمريكي الأخير لمنشآت نووية إيرانية. القرار ينتظر فقط توقيع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ما يعني أن التنفيذ قد يبدأ خلال ساعات.

 مضيق هرمز: شريان الطاقة العالمي

مضيق هرمز ليس مجرد ممر مائي. هو بوابة الطاقة العالمية، تمر عبره نحو 20% من التجارة الدولية وأكثر من 30% من إمدادات النفط المنقولة بحرًا. إغلاقه لا يعني فقط تهديد مصالح أمريكا والغرب، بل يعصف بأسواق الطاقة العالمية، حيث تشير التقديرات إلى أن أسعار النفط قد تتجاوز حاجز 150 دولارًا للبرميل الواحد، في حال استمرار الإغلاق، ما يهدد بحدوث أزمة تضخم عالمية قد تكون الأسوأ منذ الأزمة المالية في 2008.

ولعل أخطر ما في المشهد هو أن القرار الإيراني يشبه -من حيث الدلالة والتداعيات- الخطوة التي اتخذتها مصر عام 1967 بإغلاق مضيق تيران، والتي كانت الشرارة المباشرة لحرب شاملة انتهت بنكسة كبرى.

 ردّ إيراني غير مسبوق.. الصواريخ تنهمر على العمق الإسرائيلي

 

بالتوازي مع قرار غلق المضيق، جاء الرد الإيراني العسكري مدويًا، حيث أطلقت طهران صواريخ بعيدة المدى من طرازي “خيبر” و**”خرمشهر”** -من أقوى ما تمتلكه إيران- باتجاه أهداف في العمق الإسرائيلي. وشملت الضربات تل أبيب، حيفا، مطار بن غوريون، ومدينة نيس زيونا، مخلفة دمارًا هائلًا حسب تقارير إسرائيلية أولية.

الأخطر في الضربات كان استهداف معهد الأبحاث البيولوجية في نيس زيونا، والذي يُعتبر من أكثر المراكز الإسرائيلية سرية وأهمية، ويُشتبه دوليًا -بحسب تقارير صادرة عن “هيومن رايتس ووتش”- بضلوعه في تطوير أسلحة بيولوجية. وتداولت بعض وسائل الإعلام معلومات غير مؤكدة عن تسرب بيولوجي محتمل، في حال ثبت تضرر منشآت حساسة داخله.

 إيران تدخل في مواجهة مباشرة مع الغرب

قرار إغلاق مضيق هرمز، المتزامن مع الرد الصاروخي العنيف، لا يترك مجالًا للشك في أن إيران تتجه نحو كسر قواعد الاشتباك القديمة والدخول في مواجهة مفتوحة، ليس فقط مع إسرائيل، بل مع الغرب بأكمله. هذه الخطوة تمثل إعلان حرب اقتصادي واستراتيجي، وهو ما قد يدفع الغرب إلى الرد بعنف، سواء عبر ضربات عسكرية إضافية أو حتى تدخل بري مباشر عبر تحالف دولي.

وبحسب محللين، فإن القيادة الإيرانية تعتبر الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآتها النووية إهانةً استراتيجية لا يمكن تجاوزها، لا سيما وأنها عطلت برامجها النووية لأشهر وربما لسنوات، رغم أن إيران كانت قد اتخذت تدابير استباقية بنقل المواد النووية من المواقع المستهدفة.

 روسيا تدخل على خط الأزمة وتحذر من “صراع شامل

في مؤشر على التدويل السريع للأزمة، دخلت روسيا على الخط بقوة، حيث صرح نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي أن “الولايات المتحدة تدفع العالم نحو صراع شامل”، مهددًا بأن هناك دولاً قد تفتح الباب أمام تسليح إيران نوويًا إذا تطلب الأمر.

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد أطلق تصريحًا خطيرًا قال فيه إن “العالم بات على أعتاب حرب عالمية ثالثة”، مشيرًا إلى أن ما يجري حاليًا ليس مجرد تصعيد، بل إعادة تشكيل لقواعد النظام العالمي الجديد.

 هل نحن أمام لحظة الانفجار؟

الأسئلة لم تعد تدور حول ما إذا كانت الحرب ستندلع، بل حول مدى قدرة الأطراف الدولية على احتواء الكارثة قبل انفجارها. فالمشهد أقرب ما يكون إلى لحظة حافة الهاوية، حيث يمكن لأي تحرك خاطئ أن يشعل حربًا إقليمية – أو حتى عالمية – ستدفع ثمنها البشرية جمعاء.

في ظل تعقّد الحسابات، واختلاط الأوراق، وتضارب المصالح بين القوى الكبرى، هل ثمة من يستطيع أن يسحب فتيل الانفجار قبل فوات الأوان

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 82383079
تصميم وتطوير