ضربة معلم . . دعوة “البلشي” لحضور إحتفالية عيد الأم تخرس الألسن التي تريد الوقيعة بين النقابة والدولة
خلع الرداء السياسي والحزبي علي باب النقابة . . أول زيارة للبلشي لمنافسة الشرس “ميري” في عقر داره “الأخبار” ترسيخ قوي لمبادئ ومعاني الزمالة والمهنية
في العمق . . وحدة الصحافيين وتكاتفهم علي قلب رجل واحد الدرع الواقي وحص الأمان ضد إنهيار نقابتهم
بقلم / أبوالمجد الجمال
. . وإنتهي الدرس لكل الغاضبون والثائرون والناقمون علي إنتصار إرادة الصحافيين أيقونة “الفكر والوعي والثقافة” وأيقونة “القوي الناعمة” وبوصلة “صوت الوطن” و”صوت الشعب” والضمير الإنساني الحي . . إنتصرت إرادة الصحافيين في ضربتي معلم تمثل درسا قاسيا في فنون كياسة العمل النقابي والسياسي وفطنته لتكون أقوي من تلاطم الأمواج الثائرة والغادرة التي أرادت إغراق سفينة النجاة نجاة العمل النقابي والمهني والصحافي في قاع الترويض والذل والإنكسار تحت جحيم لقمة العيش المعجونة بالذل والإنكسار والمهانة والإستكانة والخضوع والترويض . .
الضربة الأولي عندما إنتصرت إرادة الصحافيين في أشرس معركة إنتخابية في تاريخ “صاحبة الحلالة” وجاءت ب اليساري “خالد البلشي” نقيبا لقلعة الحريات بعد محاولات دفنها ودفن سلالم الحرية وأصوات الحرية في مقابر تكميم الأفواه وإخفاء معالم “اللوحة النحاسية” لنقابة الصحافيين بإسم التطوير والبناء والتحديث بينما اعتبرها البعض معاول الهدم لقلعة الحريات ولصوت الحرية ضمير الشعب ونبض الشارع ظنا منهم أن النقابة باتت في حضن “كهوف الظلام” التي تريد العبث بها وبمقدراتها وبمكتسبات الصحافيين .
فوز “البلشي” جاء بمثابة الصاعقة والبركان والزلزل والفيضان والطوفان علي كل من أرادوا تكبيل قلعة الحريات وترويضها في حلبة بعض المعارضين القدامي الجدد بنفس الأساليب القديمة ونفس بعض الوجوه القديمة التي عفا عليها الزمن وتناسوا أن العالم أصبح قربة صغيرة لايخفي عليه شئ . .
جاء “البلشي” نقيبا وإنتصارا لإرادة جموع الصحافيين رغم أنف كل الدعاية الإعلامية والإنتخابية التي تروج لمرشح واحد وتدعمه وتزعم أنه مرشح الدولة ولاتقف علي مسافات متساوية من المرشحين كافة ولم تترك للبلشي قيد أنملة في أسوأ صور الفوضي والإستغلال وفي إنتهاك صارخ وفاضح لميثاق الشرف الصحافي والإعلامي والمهني وسط أكبر عملية صمت من بعض الأجهزة المختصة في صورة مغبونة تعكس سياسة “الكيل بمكيالين” ورغم هذا كله إنتصرت إرادة الصحافيين .
أما الضربة الثانية التي تعتبر وبحق ضربة “المعلم” و”الأستاذ” الذي أثبت بمالايدع مجالا للشك أن إختيار الجمعية العمومية للصحافيين له نقيبا لكل الصحافيين علي إختلاف أيدلوجياتهم السياسية وغير السياسية والفكرية وغير الفكرية والرؤوي والإتجاهات وأنه كان صادقا وبحق في برنامجه الإنتخابي القائم علي خلع رداءه السياسي والحزبي علي باب النقابة وعليه يخلع جموع الصحافيين رداءهم السياسي والحزبي علي باب النقابة أيضا ولايحمل شعارات جوفاء ولايحزنون وأن أفعاله تطابق أقواله وأقواله تطابق أفعاله في مرحلة من أحرج المراحل الصعبة التي تمر بها النقابة وسط تلاطم أمواح الصراعات والخلافات والإنقسامات علي مدار السنوات العجاف السابقة .
ليثبت “البلشي” أنه نقيبا لكل الصحافيين علي إختلاف توجهاتهم السياسية والحزبية التي تخلغ رداءها علي باب النقابة ولابد من التعاون مع الدولة بكافة مؤسساتها وأجهزتها لأن “النقابة والدولة” “جناحان لطائر واحد” أو “وجهان لعملة واحدة” وإنكسار أحدهما يعني إنكسار الدولة .
وجاء لقاء “البلشي” مع برنامج “في المساء مع قصواء” علي فضائية “”cbc” وبات وكأنه محاصرا أو وقع في فخ “حصار الكماشة” حصار داخل الإستديو وخارجه دون أي إلتزام بمعايير الشفافية وميثاق الشرف الإعلامي والمهني والصحافي والنقابي ليكون “البلشي” وحيدا في “فخ الكماشة” محاصرا داخل الإستديو بمنافسة الشرس “خالد ميري” الذي كان يتردد بقوة أنه مرشح الدولة والنقيب السابق “ضياء رشوان” وخارج الإستديو “مصطفي بكري” و”عبد اللطيف المنياوي” و”عماد الدين حسين” وآخرون ليكتمل حصار الكماشة علي “البلشي” وعلي الهواء في مواجهة غير عادلة أو متوازنة أو منصفه بالمرة .
لكن كان “البلشي” في أول إختبار حقيقي له وفي أول “جس نبض” أو “بالونة إختبار” له وللجماعة الصحافية ككل بعد إختياره نقيبا بإرادة الصحافيين التي إنتصرت علي السطوة والنفوذ والمال علي قدر المسؤولية الكاملة وعلي قدر ثقة الجمعية العمومية للصحافيين التي اختارته نقيبا إستثنائيا لها في واحدة من “أم المفاجآت” الإنتخابية وفي واحدة من أهم وأخطر “المعادلات الصعبة” التي تحققت في تاريخ “صاحبة الجلالة” عندما قالها بكل صراحة وحرقة وجرأة : “ضياء رشوان هو النقيب السابق والحالي” .
ولم تكتفي حنكة “البلشي” السياسية والنقابية والمهنية والصحافية والإعلامية وفراسته بذلك التي تقرأ رسائل مابين السطور وإلي أين تمضي وتيرة الأحداث ودرجة غليان حرارتها وإرادة الآخرون ؟ . . ليحطم قيود وأغلال الحصار الذين أوقعوه فيه دون ذنب أوجريرة سوي أن الحمعية العمومية للصحافيين إختارته نقيبا لها ويحطم “كماشة الغضب” الثائر كأمواج البحر الثائرة التي لاتريد لسفينة النجاة والحياة لأن ترسو علي بر الأمان .
وفي رسائل قوية ومثيرة للجميع بأن النقيب لن يدخل في صدام مع الدولة عندما قال أحدهم : “لولا الدعم المالي للدولة لسقطت النقابة” فلت “البلشي” من “حصار الكماشة” المنصوب له كالفخ كما ينصب الصياد الفخ لفريسته وتفلت الفريسة بالفراسة والذكاء والدهاء والحنكة والحداسة والتجربة من شباك الصياد الذي يريد أن يفترسها إفتراسا ويمحوها من علي وجه الأرض محوا عظيما .
كانت فطنة وفراسة وحداسة “البلشي” أقوي وأعظم وأكبر بكثير من أن يقع في فخ شباك الصياد ليدخل في صدام مع الدولة – أي صدام – ويبدو أن بعض معارضيه لم يفهموا أويستوعبوا رسائل أول زيارة له لمنافسة الشرس “خالد ميري” في عقر داره داخل مؤسسة الأخبار العريقة ردا سريعا علي تهنئة الأخير له بفوزه الساحق عليه كنقيبا للصحافيين ليؤكد “البلشي” أن الزمالة والمهنية فوق أي إعتبارات أخري بل وفوق أي منافسات وصراعات وخلافات من أجل الهدف الأسمي ألا وهو “لم شمل البيت الصحافي” وتوحيد الصفوف ليكون الصحافيين قوة لايستهان بها علي قلب رجل واحد من أجل تغليب المصلحة العليا للوطن علي المصلحة الخاصة .
وليؤكد مجددا أن قوة الصحافيين في إتحادهم وليفتح صفحة جديدة من الإتحاد والقوة ويطوي صفحة الماضي بكل صراعاته وخلافاته وإنقساماته التي أدخلت النقابة في دوامة “متاهة” الخلافات والصراعات والإنقسامات علي حساب مصالح الجماعة الصحافية .
كان “البلشي” وبحق “فارس بلا جواد” “في المساء مع قصواء” فارس نبيل يفتح يده للتعاون مع الجميع مع معارضيه والدوله حتي تكون قلعة الحريات إسم علي مسمي لاتعرف الصراعات والخلافات والإنقسامات لأنها ليست للصحافيين وحدهم فحسب بل لكل المصريين بإختلاف نقاباتهم وقطاعاتهم وإنتماءاتهم الذين ينتفض بعضهم علي سلالمها بل ولايجدون للحرية سلالم إلا سلالم نقابة الصحافيين .
بيد أن كلها رسائل تطمين من “البلشي” لكل الصحافيين ولمعارضيه وللدولة بأن زمن الصراعات والخلافات والإنقسامات قد ولي وإنتهي وحان الوقت للم الشمل وتوحيد الصفوف علي قلب رجل واحد ! ليس من أجل مصلحة الجماعة الصحافية وحدها فحسب ولكن من أجل كل المصريين علي أرض الكنانة المحروسة بأصوات الحرية وقلعة الحريات ضمير الشعب ونبض الشارع الحر .
وليس أبلغ دليل قاطع علي ذلك ويخرس كافة الألسن التي تلعب بالنار ومن وراء الكواليس لزرع الفتن ودق الأسافين ونشر الشائعات وتعزير دور المؤمرات والدسائس القذرة في زمن “تحور الوباء” وسنينه ! دعوة الدولة ل “البلشي” لحضور الإحتفالات بعيد الأم في ثالث عيد أم يحضره نقيبا للصحافيين وسط معادلة صعبة إنتصرت لإرادة الصحافيين علي “سطوة المال” و”سطوة بدل التدريب والتكنولوجيا” ليكسر القاعدة والمألوف ليكرر نفس سيناريو تجربة “جلال عارف” وكامل الزهيري” وفوزهما علي مقعد نقيب الصحافيين بإرادة كاملة ومطلقة لجموع الصحافيين لتكسر إرادة المال والإغراء بشباك فخ زيادة البدل التدريب والتكنولوجيا الذي حقا مكتسبا لجموع الصحافيين مشروعا وقانونيا وليس منحة ولا من ولايحزنون وكأن “البلشي” أعاد إستنساخ تجربة “جلال عارف” و”كامل زهيري” النقابية اللذان إختلفت عليهما الدولة لكنهما لم يدخلا في صراع معها ولم تدخل معهما في صراع علي خلاف ماكان يتوقعه بعض المعارضيين لهما .
لقد إنتصرت إرادة “البلشي” وإنتصرت إرادة الصحافيين الذين إختاروه نقيبا إستثنائيا لهم علي عودة زمن “فضة المعداوي” . . لقد إنتصرت إرادة “البلشي” وإنتصرت إرادة الصحافيين علي عودة زمن “سطوة المال” .
وتبقي وحدة الجماعة الصحافية وتكاتفهم علي قلب رجل واحد ونبذهم للخلافات والصراعات والإنقسامات أرضا لصالح الوطن والشعب هي “الدرع الواقي” لنقابتهم وحصنها الحصين ضد أي فخاخ وكماشات ومؤمرات ودسائس وإسفينات تحاول الإيقاع بين الصحافيين والدولة بين نقيبهم ونقابتهم والدولة وهذة هي الرسالة التي أعتقد أن “البلشي” يريد توصليها لكل المعارضين له نقيبا .
وتبقي الأسئلة الشائكة والملغومة التي تنفجر هنا بقوة “تسونامي” المدمر هل سيكست بعض المعارضين للبلشي نقيبا علي نجاته من فخ “حصار الكماشة” الذي نصب له “في المساء مع قصواء” علي الهواء مباشرة ؟ . . هل سيرفعون مهما كانت أدوارهم وولاءهم للجهات المحركة لهم “الراية البيضا” ويؤمنوا أو يسلموا بأن “البلشي” هو نقيب المرحلة الجديدة أم أنه مازل في جعبتهم فخاخ وكماشات أخري ينصبونها له وللجماعة الصحفية ككل ؟ .
هل يحاول هؤلاء دق أسافين جديدة بين النقيب والصحافيين والدولة ؟ .
كيف سيعمل “البلشي” خلال الفترة المقبلة وسط آلاعيب وكماشات وفخاخ بعض معارضيه الذين ينصبونها له بين الحين والآخر ؟ . . ماهي الآليات والضمانات التي تقي “البلشي” وتقي النقابة والجماعة الصحافية من تكرار سيناريو تلك الفخاخ والكماشات في حصار “المعادلة الصعبة” ؟ . . ماذا يريدون من “البلشي” والنقابة والصحاقيين ؟ . . بل ماذا يريدون من مصر والمصريين ؟!.
التعليقات