• د. مني محرز : خطط شاملة لتشجيع تربية النحل لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب
• د. سيد خليفة :، اهتمام الدولة بمشروعات عسل النحل أعاد الحياة لأحد أهم الملفات المنسية في اقتصادنا القومي
• فتحى بحيرى : نستهدف جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية لقطاع المناحل
• أول مصل طبيعي وطني بأيدي باحثين بمركز البحوث الزراعية يتنظر الموافقة الرسمية
كتبت : بوسي جاد الكريم
استمرارا لسياسات الدولة الرامية لفتح الأبواب أمام زيادة الإنتاج من عسل النحل ومنتجاته، بهدف تحويله لمشروع قومي وأيضا مصدر رزق لشباب المستثمرين، في إطار سياسات تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، نجحت مصر في استعادة صدارتنا عربيا وإقليميا في مجال تربية وإنتاج وتصدير عسل النحل.
ويذكر هنا أن الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الاراضى قد سبق وأصدر قرارا رسميا هاما ينظم تلك الصناعة الهامة لتصبح أحد الأنشطة الزراعية، والمهن الهامة التي يمتهنها عدد متزايد علي مدار اللحظة من كبار وصغار المستثمرين في مصر.
في هذا الصدد، افتتحت الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والداجنة والثروة السمكية أخيرا، أول مهرجان لعسل النحل المصري بحديقة الميريلاند بمصر الجديدة برعاية وزارة الزراعة ومجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية بمشاركة 120 شركة مصرية وعربية من تونس وليبيا وعمان واليمن بجانب شركة أفريقية من روندا وذلك بحضور الدكتور السيد خليفة نقيب الزراعيين والمهندس فتحي بحيرى رئيس اتحاد النحالين العرب والمهندس ابراهيم ماضي الامين العام لاتحاد النحالين العرب والمستشار محمد عبدالقادر محافظ الغربية السابق المهندس حمدي عاصي رئيس قطاع الخدمات الزراعية.
• قروض ميسرة
وفي تصريح لها، ذكرت الدكتورة مني محرز نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والداجنة والثروة السمكية، أن المهرجان جاء ضمن خطة الدولة لتشجيع تربية النحل وزيادة إنتاج العسل لتوفير العملات الصعبة لدعم الاقتصاد الوطني.
مشيرة إلي أن وزارة الزراعة تقدم عدد من التسهيلات للتوسع في هذه المشروعات نظرا لقيمتها الاقتصادية وفوائدها الصحية وتوفيرها فرص عمل كبيرة بالإضافة إلي المنتجات المرتبطة بصناعة عسل النحل، من خلال تقديم قروض ميسرة بفائدة 5% لمنتجي العسل ومربي النحل من خلال البنك الزراعي المصري.
وأضافت “محرز”، ان المهرجان جمع منتجي العسل في مصر من أجل توفير مشروعات تساهم فى حل مشكلة البطالة بجانب ان هذه المشروعات تساهم فى زيادة الدخل القومى للبلاد مشيرة الى أن الوزارة أصدرت قرارا وزاريا الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الاراضى قد أصدر قرار وزاري ينظم تلك الصناعة الهامة لتصبح أحد الأنشطة الزراعية، والمهن الهامة التي يمتهنها عدد كبير جدا كما أنه كان طلبا متكررا من النحالين وأصحاب المناحل بضرورة تنظيم تلك الصناعة الهامة.
وأشارت الى أنه سيتم ضم جميع النحالين الي الجمعيات التعاونية الزراعية كأعضاء جمعية عمومية بعد موافقة هذه الجمعيات وتحديد قيمة السهم لكل طائفة طبقا للمادة رقم 30 من القانون ١٢٢ لسنة ١٩٨٠ للتعاون الزراعي وسيتم إعداد مذكرة قانونية لعرضها علي وزير الزراعة لإتخاذ الإجراءات اللازمة للبدء في أعمال ضم النحالين للجمعيات الزراعية بجانب بحث تقديم القروض اللازمة لشباب الخريجين الراغبين فى إنشاء مناحل حيث تعد أحد أهم الأنشطة الإقتصادية الواعدة من خلال تعريف الشباب بصناعة تربية نحل العسل وعوائدها الاقتصادية لفتح أسواق جديدة للمنتجين.
وشددت علي اهتمام وزارة الزراعة بتشجيع إقامة المناحل والإستفادة من القيمة المضافة لإنتاج عسل والنحل من خلال تقديم قروض ميسرة بفائدة 5% لمنتجي العسل ومربي النحل من خلال البنك الزراعي المصري، إلي جانب تسهيل إجراءات تراخيص المناحل بمختلف المحافظات وتشجيع المزارعيين علي الإستعانة بالنحالين لأقامة خلايا داخل الزراعات لزيادة إنتاجية المحاصيل وتوفير مشروعات تساهم فى حل مشكلة البطالة بجانب ان هذه المشروعات تساهم فى زيادة الدخل القومى للبلاد.
مشيرة إلي إستجابة الدولة لطلبات النحالين وأصحاب المناحل بضرورة تنظيم تلك الصناعة الهامة، وأنه جاري ضم جميع النحالين الي الجمعيات التعاونية الزراعية كأعضاء جمعية عمومية بعد موافقة هذه الجمعيات وتحديد قيمة السهم لكل طائفة طبقا للمادة رقم 30 من القانون ١٢٢ لسنة ١٩٨٠ للتعاون الزراعي.
• قيمة اجتماعية واقتصادية
من جانبه قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين، ان مهرجان عسل النحل المصري تم في إطار إهتمام الدولة بأحد أهم الملفات المنسية في الاقتصاد الوطني وهو صناعة النحل التي تشكل فرصة حقيقة لدعم الاقتصاد بعائد كبير يتجاوز 500 مليون جنيه سنويا تستهدف الدولة زيادتها إلي أكثر من 5 مليارات جنيه من خلال تطوير منظومة إنتاج وتربية النحل والإستفادة من منتجات العسل في النواحي الطبية.
وأضاف خليفة في تصريحات صحفية علي هامش المهرجان، أن التوجه نحو تطوير صناعة النحل يحقق قيمة إجتماعية وإقتصادية وصحية تخفف من وطئة فاتورة العلاج في حالة التوعية بأهمية إستهلاك العسل بإعتباره أحد المنتجات الطبيعية التي تحقق الحفاظ علي الصحة العامة والبيئة وتشكل أحد أركان الزراعة المصرية لإنعكاسها علي زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة تصل إلي 30%، وإنه بدون النحل لن تكون هناك زيادة في إنتاجية المحاصيل الزراعية كما تطمح اليها الدولة.
• رفع الوعي
= فتحى بحيرى، رئيس إتحاد النحالين العرب أكد ان الوزارة تستهدف من خلال معارضها الخاصة بالنحل إلي جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية فى قطاع المناحل الفترة المقبلة ورفع الوعي العام بأهمية عسل النحل ومنتجاته، وأدوات ومستلزمات تربية النحل.
وأوضح رئيس إتحاد النحالين العرب أنه جاري عقد دورات مبسطة لمدة يوم لشرح أساسيات تربية النحل وإنتاج العسل من خلال منحل مصغر ملحق بالمهرجات لتعليم الطلبة كيفية التعامل مع النحل والتفريق بين الملكة والشغالات وكيفية ارتداء ملابس الخاصة بالعمل مع النحل، وذلك من خلال محترفين ومعتمدين من «اتحاد النحالين العرب» ومنحهم شهادات معتمدة من الاتحادتؤهلهم لتمثيل مصر فى المؤتمرات الدولية.
موضحا إن إنتاج مصر من عسل النحل لا يتجاوز 35 ألف طن سنويا، رغم أهمية زيادة نصيب المواطن المصري من عسل النحل والذي يصل حاليا إلي حوالي 200 جرام سنويا مقابل 900 جرام لنظيره الاوروبي، وهو ما ينعكس علي أهمية زيادة قدرة الدولة علي حماية مواطنيها من مخاطر الامراض من لخال التوعية بالأهمية الصحية لعسل النحل، مشيرا إلي أن مصر لديها ميزة نسبية في تطوير صناعة النحل نظرا لتنوع مناخها وملاءمته للتوسع في مشروعات تربية النحل.
وكشف ان اهداف الوزارة تتمثل في جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية فى قطاع المناحل الفترة المقبلة ورفع الوعي العام بأهمية عسل النحل ومنتجاته، وأدوات ومستلزمات تربية النحل، مشيرا إلي أن هناك عدد كبير من دول العالم المنتجة للعسل تقيم له مهرجان سنويا منها روسيا بمهرجان العسل الروسي وسلوفينيا بيوم العسل والسعودية بمهرجان العسل الدولي في الباحة ومهرجان العسل الروسي واحتفال سلوفينيا بيوم العسل.
وأشار رئيس إتحاد النحالين العرب، إلي ان صناعة النحل تحتاج إلي المزيد من رعاية الدولة نظرا لأهميتها للإنتاج الزراعي من جانب ودور الدولة في التوعية بأهمية إنتاج العسل وحث المواطن المصري علي زيادة معدل إستهلاكه من عسل النحل بإعتباره أحد المنتجات الطبيعية التي تحمي الصحة العامة من الأمراض وتخفف علي الدولة فاتورة العلاج الباهض نتيجة إستهلاك منتجات لا تنافس منتجات النحل من ناحية القيمة الغذائية أو الصحية.
وقال فتحى البحيرى، إن مصر هى الدولة الوحيدة فى الوطن العربى التى تصدر عسلاً بكميات كبيرة، حيث يتم تصدير العسل منذ فترة طويلة.
وأوضح إن القانون المصرى يمنع استيراد العسل أو أى منتجات النحل، وهذا لوفرة الإنتاج فى مصر والخوف من نقل أى أمراض من الخارج إلى النحل فى مصر، كما أن مصر هى الدولة الوحيدة فى الوطن العربى المؤهلة لتكون مركز نحل عالمياً لتعدد المناخ الجوى وملاءمته لتربية النحل، كما أننا أكثر الدول لإنتاج الطرود ومنتجات الخليات، كما أن الاتحاد يقوم بتنظيم مؤتمر دولى كل عام لتبادل الأبحاث والخبرات بين الدول العربية، ويتم تنظيم معرض تجارى لعرض منتجات العسل لكل الدول المشاركة، كما يوجد اتفاقيات وشراكات مع الدول العربية وأيضاً مع الدول الأجنبية مثل الاتحاد الأفريقى.
• أخطار الكيماوي
علي صعيد الوقاية والعلاج، علمت [البيان] من مصادرها المطلعة – أن مربى النحل في مصر يضطرون لشراء الأدوية المستوردة عبر شركات خاصة، كاشفة عن ظهور أمصال جديدة وطنية المصدر، تبناها عدد من كبار الباحثين بالمركز القومي للبحوث وبمشاركة عدد من النحالين المحترفين، وهي الأمصال التي أثبتت كفاءتها وفعاليتها في التجارب العملية، خاصة أنها تعتمد علي مستحضرات طبيعية بعيدا تماما عن الكيماويات المستخدمة في الأمصال المستوردة، ولازال المصل الوطني الجديد، ينتظر الحصول علي التراخيص والموافقات اللازمة من جامب وزارتي الزراعة والصحة.
وتعتبر الكيماويات الصناعية هي المكون الرئيس للأمصال المستوردة من الخارج، والتي لها آثارها السلبية علي صحة النحل والمستهلك والبيئة الزراعية، وهو ما يجعل بعض المنتجين يلجأون للتهاون – طالما (كله كيماوي!) واستخدام مبيدات زراعية لمكافحة أمراض النحل، مثل الاميتراز والمافريك داخل الخلايا والتى تؤدى إلى ترسبات لهذه المبيدات فى شمع النحل وفى منتجات النحل بصورة عامة.
من جانبهم، كشف عدد من الخبراء والمربين عن التهديدات والعوامل السلبية التى تواجه تربية وإنتاج النحل، وتؤثر بشكل مباشر على المحاصيل الزراعة، خاصة أن النحل يقوم بدور حيوى يتمثل فى تلقيح زهور نباتات الفاكهة والخضراوات.
وأكدوا ضرورة الاهتمام بإنتاج وتربية النحل، خاصة أن مصر تصدر سنوياً 4 آلاف طن عسل، بجانب أن طبيعة البلاد المناخية تسهم بشكل كبير فى جعل مصر أكبر مركز إنتاج نحل فى الوطن العربى لتنافس الصين فى تصدير العسل.
وقال أيمن غنيمة، أستاذ بقسم بحوث النحل بمركز البحوث الزراعية، إن النحل يحسن من صفات المحاصيل الزراعية ويقوم بتلقيح النباتات التى تحتاج إلى ملقح خارجى، كما أن وزارة الزراعة تقوم بتنظيم محاضرات وندوات للنحالين لتوعيتهم بأهمية النحل وكيفية الحفاظ عليه والطرق الصحيحة للتعامل معه فى كافة المحافظات.
وأوضح أن النحل ثروة قومية ويجب على النحال أن ينوع من إنتاجه والذى يشمل سم النحل والعسل وحبوب اللقاح وغذاء الملكات، وإنتاج الملكات والخلايا وشمع العسل حتى يكون هناك تعددية فى الإنتاج، ويجب تغيير الملكة إذا قل إنتاجها للبيض. أضاف أن إنتاج العسل فى مصر غير مُجدٍ اقتصادياً، حيث إن العسل الجيد هو الذى ينتج بعد صوم النحل وليس بعد تغذيته بشكل كبير، مضيفاً أنه يجب أن يكون مكان وجود النحل بعيداً عن الطرق وأن يتم تخصيص فدان زهر لكل خلية وأن يتوافر مصدر للمياه النظيفة.