السبت الموافق 10 - مايو - 2025م

أغرب بشر على وجه الارض قبيلة “كورواي” تسكن أكواخ أعلى الأشجار | التفاصيل

أغرب بشر على وجه الارض قبيلة “كورواي” تسكن أكواخ أعلى الأشجار | التفاصيل

​اسامة خليل

 

 

 

تعتبر قبيلة كورواي من اغرب قبائل العالم ، تعيش هذه القبيلة بالقرب من حوض نهر برازا في بابوا الغربية باندونيسيا، وتتميز هذه القبيلة بكونهم عراة لا يضعون اي ملابس علي أجسامهم بالاضافة إلي كونهم يسكنون منازل تبني خصيصا علي قمم الأشجار وتصل ارتفاع منازلهم إلي 30 أو 50 متر عن الأرض.

ويعتمد سكان هذه القبيلة علي الصيد ولا ينزلون الي الأرض إلا للصيد فقط، ولهذا نجد في بنيان اجسادهم قوة عضلية كبيرة في نصف جسدهم العلوي نتيجة لتسلق الأشجار وضمور حاد في المنطقة السفلي لأنهم لا يمشون الا نادرا.

ويعيش سكان القرية علي الآلات البدائية، فهم يستخدمون الحراب الحديدية والشفرات الحادة التي دخلت مجتمعهم حديثا. وتعتبر منازلهم مجالا خصبا للدراسة من قبل العلماء والباحثين في بنائها وفكرتها وارتفاعها الشديد عن الأرض. وأخر تعداد لسكان هذه القبيلة كان وجد عددهم وصل إلي 3000 نسمة.

هناك الكثير من المعلومات والمفاهيم الخاطئة المرتبطة بقبيلة “كورواي”، وربما يعود ذلك بشكل أساسي، للفكرة السائدة لدى غالبية البشر في عالمنا المعاصر عن القبائل البدائية، بوصفهم مجموعة من العراة المتوحشين، آكلي لحوم البشر، وعلى الرغم من أن هذه الصورة ليست خاطئة بنسبة كبيرة، إلا أنها نادرا ما تكون دقيقة في وصفها للقبائل البدائية التي تعيش في عالمنا حاليا.

مازال أفراد القبيلة، يعتمدون على الوصفات العشبية لعلاج جميع الأمراض، وهم يعتمدون على نظام غذائي نباتي شبه كلي، وإن كانوا يأكلون الحشرات بشكل شبه يومي، وتعتبر الـ”ساجو” أكثر أكلاتهم، وهي تصنع من لبابة جذوع النخل بعد طحنها، وتحويلها إلى عجين.

ظلت القبيلة تعيش لعصور عديدة، في أكواخ صغيرة فوق الأشجار، كنوع من الوقاية من الحيوانات المتوحشة والزواحف الخطرة كالثعابين، إلا أنهم بدأوا في الانتقال إلى بيوت أرضية مؤخرا، لكن ليس بشكل كامل.

يعتقد جميع أفراد القبيلة، الذين قدر عددهم بنحو 3 آلاف فرد، أن الموت يحدث بسبب الـ “خاخوا” (KhaKhua)، وهو اسم يستخدمونه لوصف الجن والأرواح الشريرة، التي يعتقدون أنها تقتل روح الإنسان، لكي تحاول الاستيلاء على جسده، والتلبس به.

وأشاع بعض المراسلين الصحفيين والعلماء، أن أفراد القبيلة اعتادوا التهام أجساد الأموات، كنوع من الانتقام من الأرواح الشريرة، التي تسببت في موت صاحب الجسد، كوقاية من شرها، ولكن مازال هذا الزعم مشكوك فيه بدرجة كبيرة.

في العام الماضي، اكتشف طاقم التصوير الخاص بهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، أثناء تصويره للجزء الثاني من فيلم وثائقي عن القبيلة، جرى انتاجه عام 2011، بعنوان “كوكب البشر” أو (Human Planet)، أن الفريق التابع للوكالة، دفع أموالا لأفراد القبيلة، لكي يبنوا بيوتا كبيرة فوق الأشجار، ليجري تصويرهم فيها، كجزء من الفيلم الوثائقي، وأن تلك البيوت التي زعم الفيلم الوثائقي أنها بيوتا أصلية، وأنها مسكن لأفراد القبيلة منذ عشرات السنين، هي فعليا ديكورات مزيفة، وأن أفراد القبيلة هجروها فور انتهاء التصوير.

تدل هذه الواقعة على حقيقة أخرى، هي أن أفراد قبيلة “كورواي”، تعلموا كيف يصطنعون أسلوب حياة مزيف، متماشي مع الصورة الشائعة لدى باقي البشر عن القبائل، فهناك قرية خاصة بنتها القبيلة، وخصصتها للبعثات والمصورين، لكي يجري اللجوء إليها لتصوير الأفلام الوثائقية والصور، إضافة إلى الرحلات السياحية، التي وجدت طريقها إلى الجزيرة مؤخرا، ويتصرف أفراد القبيلة، بطريقة تروق للسائحين، في مقابل الحصول على المال، مثل التعري من الملابس أمام الكاميرا، لإعطاء الانطباع، بأنهم لم يعرفوا صنع الملابس بعد.

شائعة أخرى قد يكون أفراد القبيلة، ساهموا في نشرها أو ابتدعوها، وهي فكرة التهامهم للحوم البشر، فعلى الرغم من انتشار هذا التقليد في العديد من المجتمعات البدائية لأسباب وبطرق مختلفة، إلا أن الكثير من الخبراء يعتقدون أن زعماء القبيلة الذين اشتركوا في بعض التحقيقات الصحفية والأفلام الوثاقية، روجوا لهذه الشائعة، للفت أنظار العالم للقبيلة، وزيادة أعداد البعثات العلمية والمصورين والسائحين.

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81579550
تصميم وتطوير